ابنُ القَيِّمِ والمُتَنَبِّي


ابنُ القَيِّمِ والمُتَنَبِّي
قال ابن القيم رحمه في كتابه " الجواب الكافي "([1]) :" وربم صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيد ربه كما قال العاشق الخبيث :
 يترشفن من فمي رشفات ... هن أحلى فيه من التوحيد "اهـ
قلت : وهذا البيت من شعر المتنبي ، وقد وافق ابن القيم في شرحه أكثر الشراح لديوان المتنبي .
ومنهم الواحدي الذي قال في شرح البيت :" ويروى أحلى من التأييد يقال رشفت الريق وترشفته إذا مصصته يقول كن يمصصن ريقي لحبهن أياي كانت تلك الرشفات أحلى في فمي من كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله وهذا افراطٌ وتجاوزُ حدٍّ "اهـ
وقد كان كفيلاً قوله ( ويورى أحل من التأييد ) برفع الإصر عن عنق المتنبي ودفع التبعة الدينية واللوثة العقدية عنه لولا أن المعنى غير مستقيم بتلك الكلمة المروية بصيغة التمريض .
وقد دافع الجرجاني عن المتنبي في ذلك بكلام شنيع فيه :" لو كانت الديانة عاراً على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سبباً لتأخر الشاعر، لوجب أن يُمحى اسمُ أبي نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عُدّت الطبقات، ولَكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر"اهـ
وأحسن من رأيته تكلم في الدفاع عن المتنبي في هذا الموطن هو العلامة عبد السلام هارون حيث نقل([2]) ما حاصله أن التوحيد ضرب من التمر .
ولذا قال السيوطي في تحرير الأنساب عن أبي حيان التوحيدي :" التوحيدي: إلى التوحيد نوع من التمر وقال ابن حجر إلى الاعتزال لأنهم يتسمون أهل العدل والتوحيد "اهـ
ولعل هذا جواب حسن عن بيت المتنبي ، والله أعلم .





[1]  - الجواب الكافي ، ص 150 ، طبعة دار الكتب العلمية .
[2]  - ( تحقيق النصوص ونشرها ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق