خصال استملحتها العرب في المرأة(1)

خصال استملحتها العرب في المرأة(1):

نؤوم الضحى!

لقد كان العرب -وهم الأحسن عقولا والأصح فهوما والأسلم طبعا والأوطأ أكنافا من سائر الأمم- يستملحون في النساء خصالا وهيئات يألفون فيهن وأخلاقا وصفات يرجونها منهن.


ومن هذه الخصال المحبوبة والصفات المرغوبة: كونهن مائلات عن الشدة والبزازة مخالفات للتقشف والرثاثة نؤومات الضحى شديدات الحيا لا يُبِنَّ في الخصام ولا يحسن الصدام...

ولذا قال امرؤ القيس:
وتُضْحِي فَتِيتُ المسكِ فوقَ فراشِها
نؤومُ الضحى لم تنتطق عن تفضلِ

أي: وادعة ناعمة وفي الضحى نائمة لوجود من يخدمها فهي مخدومة وليست خادمة.

وقال أبو حية النميري:
رمته أناةٌ من ربيعةِ عامرٍ
نؤومُ الضحى في مَأتمٍ أيِّ مأتمِ

أي: هو مفتون بمن خلقها الأناة والفتور وخفض العيش والنوم في الضحى بين صويحباتها والمأتم: مجتمع النساء لخير أو شر.

وقال مهيار الديلمي:
ساهرةُ الليلِ نؤومُ الضحى
ريانةٌ والأرضُ تشكو الظما

آهٍ ثم آهٍ – على رأي إحداهن!!!- لو رأى هؤلاء بناتنا وقد أعيا إحداهن- في الضحى والعشي- التشبثُ بحافلةٍ أو التعلقُ في حاملةٍ مزاحماتٍ بالأكعبِ والأعناق والخصور والأرداف للبر والفاجر والرفيع والرقيع والسافل ومن لا خلاق له لا لحاجة إلا دعواهن الفارغة وأوهامهن الساقطة أن ذلك سبيل إثبات النفس وجادة التحرر من هيمنة الرجل؟!!

فأذللن أنفسهن أيما إذلال وابتذلنها أشد ابتذال وما جنين من ذلك غير الخيبة والوبال واستشعار الفشل النسبي وفقد الأمل الكلي....
وما اكتسبت نفوسهن رقيا ولا تمدنا اللهم إلا رقيا في رداء ميوعة وتمدنا في سياق خلاعة.

فعدن خاسرات قد زاحمن الذكور فاكتسبن الشدة وعدمن الرقة وحصلن الجفاء وفقدن الحياء فعافهن كل ذي مروءة وافرة وذكورة ظاهرة!

وما حاجته بهن ؟! إي والله: وقد تشابه الجميع وصاروا في الظاهر سواء: شدة كشدة وتقشف كتقشف وحدة كحدة وملبس كملبس وعضلات كعضلات!! وأخوات هذه المناظر والصفات حتى صعب التمييز وعز التفريق والله المستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق