
قولُها
قالت: أَتَمْنَعُنِي التَّعَلُّمَ يا فَتَـى
وتُخِيفُ قلبي بالعذابِ وبالوعيدْ
وتظلُّ تسرُدُ في الأدلةِ جَاهِدًا
لتصدَّنِي عمّا أريــدُ لمَا تُريـــدْ
مَنْ حرَّمَ التَّعليمَ حتّى تَرْتَجِي
أنْ لا أزورَ الجامعاتِ فأستفيدْ
قل لي بربِكَ: كيفَ تعلو أمــةٌ
فيها الأوانِسُ للكتابةِ لا تُجِيدْ
جوابي
فأجبْتُها والقلبُ يأسفُ ليسَ ذا بيتَ القصيدْ
تاللهِ ما عِبْتُ التَّفَطُنَ والتعلمَ للقديم ِوللجديدْ
ما عِبْتُ في اللائِي يَرِدْنَ الــ
جامعاتِ سوى الخلاعةِ والنُّدَودْ
وكذا أعيبُ مجونَهُنَّ وأنْ تَجَاوزنَ الحدودْ
هل للتعلمِ يا فتاةَ العصرِ حَمَّرْتِ الشِّفَاهَ مَعَ الخُدودْ؟
وله ترشينَ العُطُورَ وتُبْرِزينَ له على النَّحْرِ العُقودْ؟
وله لَبِسْتِ الضَّيْقَ الشَّفَّافَ نَعَّاتَ الروادفِ والنُّهودْ؟
وله كَحَلْتِ الطَّرفَ يَرْمِي بالقواتلِ من سهامٍ لا تَحَيدْ؟
وله تَصَنَّعْتِ اللباقةَ واللياقةَ والتدللَ والشُّرودْ؟
وله تَعَلَّمْتِ الرَّخِيمَ من الكَلَامِ لتُذْهِبي لُبَّ الرَّشيدْ؟
وله تَخَذْتِ الحسنَ مصيدةً لذي الخُلِقِ الحَمِيدْ؟
وله حَكَيْتِ إذا مَشَيْتِ تَثَنِّيَ الظَّبْي العَنِيدْ؟
قولي أَتُرْضِي تِلْكُمُ الأفعالُ ذا العرشِ المَجِيدْ؟
فإذا نفيــتِ فقولُنا فَرْدٌ وهذا ما أُرِيــــــــدْ
وهو الذي قد عِبْتُ من أَفَعِالكُنَّ ولا أَزِيــدْ
وبذا حَكَمْتُ ولا يُخَالِفُ حِكْمَتِي غَيْرَ المَرِيدْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق