لفظة باشا
يستمرأ
كثير من العامة وبعض المثقفين أن يهجو بلفظة ( باشا ) أو ( باشه ) ويظنونهما لفظتي
ذم وهجاء ؛ وما ذلك إلا لجهلهم بلغة الترك أو لبغضهم لجنس الترك ، والتحقيق أن هذا
اللقب لقب العلية من الناس ويرادف ألقاب السيادة والرفعة في غير التركية .
وقد
كنت أظن أن المصريين – وحدهم – هم الذين يذمون بذلك اللقب في عصرهم الحاضر حتى
تبين لي أن غيرهم يحذو حذوهم ويتشبه بهم لا في تلك الآونة فحسب بل وفي الماضي
أيضاً ، ولذا قال المؤرخ ابن تغرى بردى الأتابكي في كتابه ( النجوم الزاهرة في
تاريخ مصر والقاهرة ) ج 11 ، ص ؟ :".... منها قول بدر الدين ابن الشامية، أحد صوفية الخانقاة الركنية بيبرس:
البسيط،
يا
سادة فعلهم جميل ***وما لهم في الورى وحاشه([1])
سلسلتم
البحر لا لذنب *** وأرسلتمو للحجاز باشه
قلت: لم تصح التورية معه في قوله ( باشه
) لعدم معرفته باللغة التركية، لأن اسم ( باشا ) بالتفخيم والألف، وباشه مرققة وفي
آخرها هاء، وبينهما بون في اللفظ. وكثير مثل هذا يقع للشعراء من أولاد العرب، فيأخذون
المعاني الصالحة فيجعلونها هجواً مثل لفظة ( نكريش ) وغيرها، لأن نكريش باللغة العجمية
معناه: جيد اللحية، فاستعملوها الشعراء في باب الهجو، وكثير مثل هذا. وقد أوضحنا ذلك
في مصنف([2])
بينا فيه تحاريف أولاد العرب في الأسماء التركية وغيرها "اهـ
قلت : واستبعد أن تكون لفظة ( باشا )
مأخوذة بأي طريقة من ( البَُوش ) وهم الجماعة تكون من قبائل شتى ، والبوشي هو
الفقير كثير العيال ، والبائش مصاحب الغوغاء .
لأن ذلك لم ينبه عليه أحد ، والله أعلم
.
[1] - (
وحاشه ) كلمة عامية مصرية معناها : قباحة .
[1] - قال
محققه ما حاصله أنه لم يعثر على ذلك المصنف . قلت : وأنا كذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق