السَيْفُ المَصْقُول في الرَّدِّ عَلَى الأَزْهَرِيِّ المَجْهُول(5)

ثم قال : ((وأما ما قيل من أنه يلزم من نفي الجهات الست عن الله نفي وجوده !! فهو قول باطل بالبداهة لما هو معلوم من أن الله عز وجل كان موجودا قبل وجود الجهات الست المذكورة ، وهي فوق وتحت وأمام وخلف ويمين وشمال ، بل كان موجودا قبل وجود العالم كله بإجماع السابقين واللاحقين ، فكيف يتوهم من عنده أدنى شائبة عقل أنه يلزم من نفي تلك الجهات عنه سبحانه وتعالى نفي وجوده جل وعلا ؟؟!! وكيف يتصور أن الله عز وجل القديم يتوقف وجوده على وجود بعض الحوادث أو كل الحوادث التي خلقها ؟؟!! ))انتهى
قلت : وهذا من أبطل الباطل ومن جنس كلام جهم فإنه قال : لا أقول الله شيء أو ليس بشيء . وقالت المعتزلة والأشاعرة : الله لا داخل العالم ولا خارجه وهذا باطل لأنه لا فرق إذن بينه وبين المعدوم لأن الله إما أن يكون داخل هذا العالم فيكون حالاً في خلقه أو بعضهم وهذا محال وإما أن يكون خارج العالم فوق خلقه أو تحتهم أو مجانباً لهم والآخران باطلان فتعين الأول وقد حكى الإجماع عليه غير واحد قال ابن القيم وقد عزى ذلك :
فالذات خصت بالسماء وإنما ال معلوم عم جميع ذي الأكوان
ذا ثابت عن مالك من رده فلسوف يلقى مالكاً بهوان
وكذاك قال الترمذي بجامع عن بعض أهل العلم والايمان
الله فوق العرش لكن علمه مع خلقه تفسير ذي ايمان
وكذاك أوزاعيهم أيضاً حكى عن سائر العلماء في البلدان
من قرنه والتابعين جميعهم متوافرين وهم أولو العرفان
إيمانهم بعلوه سبحانه فوق العباد وفوق ذي الأكوان
وكذاك قال الشافعي حكاه عنه البيهقي وشيخه الرباني
حقاً قضى الله الخلافة ربنا فوق السماء لأصدق العبدان
حب الرسول وقائم من بعده بالحق لا فشل ولا متوان
وكذلك النعمان قال وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقر بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان
ويقر أن الله فوق العرش لا يخفى عليه هواجس الأذهان
فهو لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان
هذا الذي في الفقه الأكبر عندهم وله شروح عدة لبيان
وانظر مقالة أحمد ونصوصه في ذاك نلقاها بلا حسبان
فجميعها قد صرحت بعلوه وبالاستوا والفوق للرحمن
وله نصوص واردات لم تقع لسواه من فرسان هذا الشان
إذ كان ممتحناً بأعداء الـ حديث وشيعة التعطيل والكفران
واذا أردت نصوصه فانظر إلى ما قد حكي الخلال ذو الإتقان
وكذاك إسحاق الإمام فإنه قد قال ما فيه هدى الحيران
وابن المبارك قال قولاً شافيا إنكاره علم على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا حقاً به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علوه فوق السماء مباين الأكوان
وبأنه سبحانه حقاً على الـ عرش الرفيع فجل ذو السلطان
وهو الذي قد شجع ابن خزيمةٍ إذ سل سيف الحق والعرفان
وقضي بقتل المنكرين علوه بعد استتابتهم من الكفران
وبأنهم يلقون بعد القتل فو ق مزابل الميتات والأنتان
فشفى الامام العالم الحبر الذي يدعي أمام أئمة الأزمان
وقد حكاه الحاكم العدل الرضى في كتبه عنه بلا نكران
وحكى ابن عبد البر في تمهيده وكتاب الاستذكار غير جبان
إجماع أهل العلم أن الله فو ق العرش بالإيضاح والبرهان
وأتى هناك بما شفى أهل الهدى لكنه مرض على الهميان
وكذا على الأشعري فإنه في كتبه قد جاء بالتبيان
من موجز وإبانة ومقالة ورسائل للثغر ذات بيان
وأتى بتقرير استواء الرب فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى بتقرير العلو بأحسن التقرير فانظر كتبه بعيان
والله ما قال المجسم مثل ما قد قاله ذا العالم الرباني
فأرموه ويحكم بما ترموا به هذا المجسم يا أولي العدوان
أو لا فقولوا أن ثم حزازة وتنفس الصعداء من حران
فسلوا الإله شفاء ذا الداء الـ عضال مجانب الإسلام والإيمان
وانظر إلى حرب وإجماع حكى لله درك من فتى كرماني
وانظر إلى قول ابن وهب أوحد الـ علماء مثل الشمس في الميزان
وأنظر إلى ما قال عبدالله في تلك الرسالة مفصحاً ببيان
من أنه سبحانه وبحمده بالذات فوق العرش والأكوان
وانظر الى ما قاله الكرخي في شرح لتصنيف امرء رباني
وانظر الى الأصل الذي هو شرحه فهما الهدى للمددٍ حيران
وانظر الى تفسير ذاك الفاضل الثبت الرضي المتطلع الرباني
ذاك الإمام ابن الامام وشيخه وأبوه سفيان فرازيانِ
وانظر إلى النسائي في تفسيره هو عندنا سفر جليل معان
واقرأ كتاب العرش للعبسي وهو محمد المولود من عثمان
واقرأ لمسند عمه ومصنف أتراهما نجمين بل شمسان
واقرأ كتاب الاستقامة للرضى ذاك ابن أصرم حافظ رباني
واقرأ كتاب الحافظ الثقة الرضى في السنة العليا فتى الشيباني
ذاك ابن أحمد أوحد الحفاظ قد شهدت له الحفاظ بالإتقان
واقرأ كتاب تأثرم العدل الرضى في السنة الأولى إمام زمان
وكذا الإمام ابن الامام المرتضى حقاً أبي داود ذي العرفان
تصنيفه نظما ونثرا واضح في السنة المثلى هما نجمان
واقرأ كتاب السنة الأولى التي* أبداه مضطلع من الإيمان
ذاك النبيل ابن النبيل وكتابه أيضاً نبيل واضح البرهان
وانظر إلى قول ابن أسباط الرضى وانظر إلى قول الرضى سفيان
وانظر إلى قول ابن زيد ذاك حماد وحماد الإمام الثاني
وانظر إلى ما قاله علم الهدى عثمان ذاك الدرامي الرباني
في نقضه والرد يا لهما كتا با سنة وهما لنا علمان
هدمت قواعد فرقة جهمية فخرت سقوفهم على الحيطان
وانظر الى ما في صحيح محمد ذاك البخاري العظيم الشان
من رده ما قاله الجهمي بالنقل الصحيح الواضح البرهان
وانظر إلى تلك التراجم ما الذي في ضمنها إن كنت ذا عرفان
وانظر الى ما قاله الطبري في الـ شرح الذي هو عندكم سفران
أعني الفقيه الشافعي اللالكا ئي المسدد ناصر الإيمان
وانظر إلى ما قاله علم الهدى التيمي في إيضاحه وبيان
ذاك الذي هو صاحب الترغيب والترهيب ممدوح بكل لسان
وانظر الى ما قاله في السنة الـ كبرى سليمان هو الطبراني
وانظر الى ما قاله شيخ الهدى يدعى بطلمنكيهم ذو شان
وانظر إلى قول الطحاوي الرضى وأجره من تحريف ذي بهتان
وكذلك القاضي أبو بكر هو ابن الباقلاني قائد الفرسان
قد قال في تمهيده ورسائل والشرح ما فيه جلي ببيان
في بعضها حقاً على العرش استوى لكنه استولى على الأكوان
وأتى بتقرير العلو وأبطل الـ لام التي زيدت على القرآن
من أوجه شتى وذا في كتبه باد لمن كانت له عينان
وانظر الى قول ابن كلاب وما يقضي به المعطل الرحمن
اخرج من النقل الصحيح وعقله من قال قول الزور والبهتان
أوليس الاله بداخل في خلقه أو خارج عن جملة الأكوان
وانظر الى ما قاله الطبري في التـ فسير والتهذيب قول معاني
وانظر الى ما قاله في سورة الـ أعراف مع طه ومع سبحان
وانظر الى ما قاله البغوي في تفسيره والشرح بالإحسان
في سورة الأعراف عند الاستوا فيها وفي الأولى من القرآن
وانظر الى ما قاله ذو سنة وقراءة ذاك الامام الداني
وكذاك سنة الأصبهاني أبي الـ شيخ الرضي المستل من حبان
وانظر الى ما قاله ابن سريج الـ بحر الخضم الشافعي الثاني
وانظر الى ما قاله علم الهدى أعني أبا الخير الرضي النعمان
وكتابه في الفقيه وهو بيانه يبدي مكانته من الإيمان
وانظر الى السنن التي قد صنف العلماء بالآثار والقرآن
زادت على المائتين منها مفردا أوفى من الخمسين في الحسبان
منها لأحمد عدة موجودة فينا رسائله الى الإخوان
واللاء في ضمن التصانيف التي شهراً ولم تحتج الى حسبان
فكثيرة جداً فمن يك راغبا فيها يجد فيها هدى الحيران
وهم النجوم لكل عبد سائر يبغى الإله وجنة الحيوان
أصحابها هم حافظوا الاسلام لا أصحاب جهم حافظو الكفران
وسواهم والله قطاع الطريـ ق أئمة تدعو الى النيران
ما في الذين حكيت عنهم آنفا من حنبلي واحد بضمان
بل كلهم والله شيعة أحمد فأصوله وأصولهم سيان
وبذاك في كتب لهم قد صرحوا وأخو العماية ما له عينان
أتظنهم لفظية جهلية مثل الحمير تقاد بالارسان
حاشاهم من ذاك بل والله هم أهل العقول وصحة الأذهان
قلت : أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع . وأولئك الذين قال البربهاري فيهم : ((واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية حتى كان في خلافة بني العباس تكلمت الرويبضة في أمر العامة وطعنوا على آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذوا بالقياس والرأي وكفروا من خالفهم فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له حتى كفروا من حيث لا يعلمون فهلكت الأمة من وجوه وكفرت من وجوه وتزندقت من وجوه وضلت من وجوه وابتدعت من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحداً منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلم أنهم كانوا على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح . واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ))انتهى
أولئك هم " أمناءُ اللهِ من خليقتِه والواسطةُ بين النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ - وأمتِه والمجتهدون في حفظِ ملتِه أنوارُهم زاهرةٌ وفضائلُهم سائرةٌ وآياتُهم باهرةٌ ومذاهبُهم ظاهرةٌ وحججُهم قاهرةٌ وكلُ فئةٍ تتحيزُ إلى هوى ترجعُ إليه أو تستحسنُ رأياً تعكفُ عليه سواهم فإنَّ الكتابَ عدتُهم والسنةَ حجتُهم والرسولُ فئتُهم وإليه نسبتُهم لا يعوجون على الأهواءِ ولا يلتفتون إلى الآراءِ يُقبلُ منهم ما رووا عن الرسولِ وهم المأمونون عليه والعدولُ حفظةُ الدينِ وخزنتُه وأوعيةُ العلمِ وحملتُه ومنهم كلُ عالمٍ فقيهٍ وإمامٍ رفيعٍ نبيهٍ وزاهدٍ في قبيلةٍ ومخصوصٍ بفضيلةٍ وقارئٍ متقنٍ وخطيبٍ محسنٍ وهم الجمهورُ العظيمُ وسبيلُهم السبيلُ المستقيمُ وكلُ مبتدعٍ باعتقادٍهم يتظاهرُ وعلى الإفصاحِ بغيرِ مذاهبِهم لا يتجاسر من كادهم قصمه اللهُ ومن عاندهم خذلَه اللهُ لا يضرهم من خذلهم ولا يفلحُ من اعتزلهم المحتاطُ لدينه إلى إرشادهم فقيرٌ وبَصَرُ الناظرِ بالسوء إليهم حسيرٌ وإنَّ اللهَ على نصرِهم لقديرٌ "[ ]
دريت من في عسكرنا أيها الجاهل المجهول الذين تزعم أنهم الحشوية الذين لا يعقلون ولا للنصوص يفهمون !
أنى يقاوم ذي العساكر طَمْطَمٌ[ ] أو تنكلوشا[ ] أو أخو اليونانِ
أعني أرسطو[ ] عابد الأوثان أو ذاك الكفور معلم الألحان[ ]
ذاك المعلم أولاً للحروف والثـ ـاني لصوت بئست العلمان
هذا أساس الفسق والحرف الذي وضعوا أساس الكفر والهذيان
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من أديان أهل الأرض ذا الكفران
وكذا نصير الشرك[ ] في أتباعه أعداء رسل الله والايمان
أو جعدُ أوجهمٌ وأتباعٌ له هم أمة التعطيل والبهتان
أو حفص[ ] أو بشرٌ أوالنَّظَّام[ ] ذا ـك مقدم الفساق والمجان
والجعفران[ ] كذاك شيطان ويد عى الطاق[ ] لا حييت من شيطان
وكذلك الشحام[ ] والعلاف[ ] والنـ جار أهل الجهل بالقرآن
والله ما في القوم شخص رافع بالوحي رأسا بل برأي فلان
وخيار عسكركم فذاك الأشعر ـي القرم ذاك مقدم الفرسان
لكنكم والله ما أنتم على إثباته والحق ذو برهان
هو قال أن الله فوق العرش واسـ ـتولى مقالة كل ذي بهتان
لكنكم أكفرتموه وقلتم من قال هذا فهو ذو كفران
فخيار عسكركم فأنتم منهم برآء إذ قربوا من الايمان
ثم قال الجهمي: ((وقد قال جمع من السلف والخلف إن من اعتقد أن الله في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي ، وبه قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني ، ذكره العلامة ملا علي قاري في ( شرح المشكاة ) من الجزء الثاني صفحة 137 ))انتهى
قلت : وهذا كذب علي الشافعي ومالك ثم إن ( الجهة ) لفظ موهم لم تأت به النصوص فمن قال إن الله في جهة ( السفل ) فهو كافر ومن قال إن الله في العلو أو في السماء أو في الفوقية فقد نطق بما نطق بها الكتاب والسنة وعليه إجماع السلف فكيف يكفر ؟! قال ابن القيم :
من لي بشبه خوارج قد كفروا بالذنب تأويلاً بلا إحسانِ
ولهم نصوص قصروا في فهمها فأتوا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كفرونا بالذي هو غاية التوحيد والإيمان
الكفر حكم الله ثم رسوله بالشرع يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده قد كفراه فذاك ذو الكفران
يا قوم أصل بلائكم أسماء لم ينزل بها الرحمن من سلطان
وهم في ذلك التكفير وهذا التضليل كما قال عنهم القرطبي ( تفسيره 6 / 386 ) عند أن ذكر الجوهر والعرض: (( .... وهذه الاصطلاحات وإن لم تكن موجودة في الصدر الأول فقد دل عليها معنى الكتاب والسنة فلا معنى لإنكارها.وقد استعملها العلماء واصطلحوا عليها وبنوا عليها كلامهم وقتلوا بها خصومهم ))انتهى
مع أنه قد قال من قبل ( 2 / 214 ): ((كان من درج من المسلمين من هذه الامة متمسكين بالكتاب والسنة، معرضين عن شبه الملحدين، لم ينظروا في الجوهر والعرض، على ذلك كان السلف ))اهـ
ثم إن هؤلاء سموا العرش حيزاً وقالوا منزه عن التحيز وسموا الصفات أعراضاً وقالوا منزه عن الأعراض وسموا العلو جهة وقالوا منزه عن الجهات وسموا حكمته غرضاً وقالوا منزه عن الأغراض وسموا أفعاله حوادث وقالوا منزه عن حلول الحوادث في ذاته وسموا يده ووجهه وقدمه جوارح وقالوا منزه عن الجوارح وكذلك سموها أعضاء وقالوا منزه عن التركيب ...وفي الجملة فقد سموا توحيده تجسمياً وقالوا منزه عن الجسمية !
ثم ذكر المجهول من صدق على ذلك الهذيان من جهلة جهمية الأزهر ثم انتهت رسالته الفاضحة له ولمن اعتد بها من الرذال الناضحة بما احتوته من التجهم والضلال وبه ينتهى الرد عليها وكشف أباطيلها والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

تذييل بالرد على السبكي والكوثري
قال على بن عبد الكافي السبكي الخزرجي ( 683 – 656 ) في كتابه (( السيف الصقيل بالرد علي ابن زفيل )) :" وليس على العقائد أضر من شيئين: علم الكلام والحكمة اليونانية، وهما في الحقيقة علم واحد، وهو العلم الإلهي، لكن اليونان طلبوه بمجرد عقولهم، والمتكلمون طلبوه بالعقل والنقل معاً. وافترقوا ثلاث فرق إحداها غلب عليها جانب العقل وهم المعتزلة والثانية غلب عليها جانب النقل وهم الحشوية والثالثة ما غلب عليها أحدهما بل بقى الأمران مرعيين عندها على حد سواء وهم الأشعرية وجميع الفرق الثلاث في كلامها مخاطرة إما خطأ في بعضه وإما سقوط هيبة، والسالم من ذلك كله ما كان عليه الصحابة والتابعون وعموم الناس الباقون على الفطرة السليمة "اهـ
قلت : أما قوله ( والثانية غلب عليها النقل ) فهذا مما لا تعاب به الفرق فاتباع النقول وتحري اقتفاء الآثار أمر محمود باتفاق المسلمين ومن ذم فرقة بمثل ذلك فهو كافر بالله العظيم بإجماع أئمة المسلمين ولذا قال الإمام سفيان الثوري :" إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل "اهـ وكيف تعيبون علي الحشوية ! ذلك وهم إنما تبعوا الحشوي الأول ! ابن عمر ابن الخليفة الذي نبزتموه بذلك لتعظيمه للآثار وهو الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح وقال فيه (( نعم الرجل عبد الله ) قال أبو جعفر الباقر :" كان ابن عمر إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحد في ذلك مثله "اهـ
وقال خارجة بن مصعب[ ]: عن موسى بن عقبة، عن نافع، قال: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقلت: هذا مجنون .
وقال نافع[ ]:ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس .
وقال زيد بن أسلم[ ]: أن ابن عمر كان يصفر حتى يملا ثيابه منها، فقيل له: تصبغ بالصفرة ؟ فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها .
وقال ابن وهب[ ]: عن مالك، عمن حدثه، أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثاره وحاله، ويهتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك.
فلينظر من بقي له ناظران في وجهه بعد عمي ناظري قلبه إلى ابن عمر واقتفائه الآثار وغلبة ذلك عليه وهو الحشوي الأول ! ثم لينظر إلى ورثة تركته من الحشوية ويري أخالفوه أم وافقوه !
ثم قال الكوثري في الحاشية : ((ومنهم أصناف المشبهة والمجسمة، وسبب تسميتهم حشوية أن طائفة منهم حضروا مجلس الحسن البصري بالبصرة وتكلموا بالسقط عنده فقال: ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة- أي جانبها- فتسامع الناس ذلك وسموهم الحشَوية -بفتح الشين، ويصح إسكانها- لقولهم بالتجسيم؛ لأن الجسم محشو، راجع شفاء الغليل للشهاب الخفاجي، وذيل لب اللباب في تحرير الأنساب للشيخ المحدث أبي العباس أحمد العجمي، ومقدمة ما كتبنا، على تبين كذب المفتري. 
والحشوية هم الذين حادوا عن التنـزيه وتقولوا في الله بأفهامهم المعوجة وأوهامهم الممجوجة، وهم مهما تظاهروا باتباع السلف إنما يتابعون السلف الطالح دون السلف الصالح، ولا سبيل إلى استنكار ما كان عليه السلف الصالح من إجراء ما ورد في الكتاب والسنة المشهورة في صفات الله سبحانه على اللسان، مع القول بتنـزيه الله سبحانه تنـزيها عاما بموجب قوله تعالى: ليس كمثله شيء بدون خوض في المعنى ولا زيادة على الوارد ولا إبدال ما وَرَد بما لم يرد، وفي ذلك تأويل إجمالي بصرف الوارد في ذات الله سبحانه عن سمات الحدوث من غير تعيين المراد، وهم لم يخالفوا في أصل التنـزيه الخلفَ الذين يعينون معنى موافقاً للتنـزيه بما يرشدهم إليه استعمالات العرب وأدلة المقام وقرائن الحال، على أن الخلف يفوِّضون علم ما لم يظهر لهم وجهه كوضح الصبح إلى الله سبحانه.
فالخلاف بين الفريقين هيِّن يسير وكلاهما منـزه، وإنما السبيل على الذين يحملون تلك الألفاظ على المعاني المتعارفة بينهم عند إطلاقها على الخلق ويستبدلون بها ألفاظاً يظنونها مرادفة لها ويستدلون بالمفاريد والمناكير والشواذ والموضوعات من الروايات. ويزيدون في الكتاب والسنة أشياء من عند أنفسم ويجعلون الفعل الوارد صفة إلى نحو ذلك، فهؤلاء يلزمون مقتضى كلامهم وهم الحشوية. 
فمن قال: إنه استقر بذاته على العرش وينـزل بذاته من العرش، ويُقعِد الرسول  على العرش معه في جنبه وإن كلامه القائم بذاته صوت وإن نـزوله بالحركة والنقلة وبالذات وإن له ثقلاً يثقل على حملة العرش، وأنه متمكن بالسماء أو العرش، وأن له جهة وحدَّاً وغاية ومكاناً، وأن الحوادث تقوم به وأنه يماس العرش أو أحداً من خلقه، ونحو ذلك من المخازي فلا نشك في زيغه وخروجه وبعده عما يجوز في الله سبحانه. وهذا مكشوف جداً فلا يمكن ستر مثل تلك المخازي بدعوة السلفية، والذين يدينون بها هم الذين نستنكر عقائدهم ونستسخف أحلامهم، ونذكرهم بأنهم نوابت حشوية )) انتهى
قلت : أما خبر الحسن البصري فقد رددنا عليه وعمدة الكوثري الجهمي في النقل ما جاء في (( شفاء العليل )) للخفاجي وهو متأخر ( ت : 1069 هـ ) له ترجمة في (( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر )) أما (( شفاء الغليل ) فهو كتابه (( شفاء العليل فيما في لغة العرب من الدخيل )) ولم أقع عليه . وعزى إلى ذيل لب اللباب لأحمد العجمي وهو متأخر أيضاً ( ت : 1069 ) له ترجمة في خلاصة الأثر وفي الأعلام وغيرهما .
والذي في اللب نفسه لا حجة له فيه قال السيوطي وهو صاحب اللب : " الحَشْوية: طائفة يشبهون الله تعالى بخلقه ومن مذهبهم جواز وجود ما لا كمعنى له في الكتاب والسنة وهو الحشو فكأنها نسبة له ويقال أيضاً الحَشَوية "اهـ والذين يجوزون وجود ما لا معني له في كتاب الله هم الأشاعرة أنفسهم يقصدون بذلك آيات الصفات لأنه للأشعري فيها قولان قول بالتأويل وقول بالتفويض للمعني قال ناظمهم :
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
وتفويض المعني حقيقته أنه لا معني لتلك الآيات المشكلة التي تشبه كلام العجم التي استثناه أولئك الأكياس ! من كتابه الذي أمر الله بتدبره وزعموا أن السلف لم يدروا لها معني وأنهم ( وهم الخلف ! ) أولوا ظاهرها ثم قالوا : إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم فحقيقة قولهم كما قال شيخ الإسلام : تزكية أصحابهم وذم السلف !!
ثم اعلم أن هذه النسبة لم يذكرها أحد من أئمة هذا الشأن من المؤلفين في الأنساب كالسمعاني والصحاري وغيرهما .
وأما قوله (إنه استقر بذاته على العرش ) فقد تقدم الكلام عنه وأنه من تفسير السلف وما حذا بالكوثري إلى التشنيع بهذا القول إلا جهله ببقية مقالهم فإنهم قالوا إنه استوى علي العرش بحد ولهم كتب ومقالات في إثبات الحد لله وهو ينافي أن يختلط بخلقه أو يختلط خلقه به فله العلو المطلق علي الخلق المنافي للخلطة والحلول لا كما زعم الكوثري أنهم يقولون: عرشه مكانه الذي استقر عليه يحفه ويختلط به كما هو حال المخلوقين .
وأما قوله ( يقعد نبيه معه ) فللعلماء فيه مسالك منهم من غالى في إثباته وقال : من لم يثبته فهو كافر كالقاضي أبي يعلى الحنبلي ومنهم من لم يثبته وغالى في النفي وحقيقة الاعتقاد التعليق على ثبوت النص فما ثبت به النص أثبتاه علي ما يليق بالله وما نفاه نفيناه وقد صح هذا القول عن مجاهد وغيره وحكاه ابن جرير ولم يختره في تفسير قوله تعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) ولكنه قال هنالك أيضاً ( 17 / 531 ) : " فإن ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك. فأما من جهة النظر، فإن جميع من ينتحل الإسلام إنما اختلفوا في معنى ذلك على أوجه ثلاثة ....ثم حكاها ...وقال : وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك."اهـ 
وقال القرطبي الأشعري !( تفسيره 10 / 311 ): ((وروى عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش.وهذا تأويل غير مستحيل ))اهـ
ولأبي بكر المروذي مختصر كتاب (( الرد على من رد حديث مجاهد )) وهو لأبي الحسن التميمي وفي إبطال التأويلات لأبي يعلى كلام كثير في ذلك وآثار مستفيضة ونقولات وحجج عن ابن عمر وابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم ( انظر ص 476 حتى ص 490 ) وفيه ان أحمد ابن حنبل نظر في كتاب الترمذي وقال : لم هذا عن مجاهد وحده هذا عن ابن عباس !
وقال ابن عمير :سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث مجاهد يقعد محمداً علي العرش فقال : قد تلقته العلماء بالقبول ، نسلم الخبر كما جاء .
فإن قيل :كيف يقعده معه على عرشه ؟ قيل هذا لا مانع منه كما تقدم عن ابن جرير وغيره لأنه في الصحيح أن الله تعالى كتب في كتاب عنده فوق العرش أن رحمته غلبت غضبه فأخبر ان الكتاب معه على العرش وفي خبر ابن مسعود أن الله يقعده على الكرسي والكرسي غير العرش على الأظهر والحاصل أن هذا لا مانع منه وبه جاءت الأخبار وتلقته العلماء بالقبول وما علينا غير التسليم .
إذا علمت هذا زدتك أن مجاهداً المنسوب إليه ذلك القول معدود من أهل الرأي حتى لا يقول قائل : إنه حشوي لا يدري الرأي ولا القياس قال ابن قتيبة ( تأويل مختلف الحديث 57 ) :" كان أشد أهل العراق في الرأي والقياس الشعبي وأسهلهم فيه مجاهد حدثني أبو الخطاب قال حدثني مالك بن سعيد قال نا الأعمش عن مجاهد أنه قال أفضل العبادة الرأي الحسن "اهـ
وقوله ( وأن كلامه صوت ) فذلك من إخزاء الله له أن عارض النصوص بعقله الفارغ وفلسفته وتشكيكاته وكلامه :
يروك أنْ تَزِنِ الوَحْيَيْنِ مُجْتَرِئًا عَليهما بِعُقُولِ الْمُغْفلِ العَجَمِ
وأنْ تُحَكِّمَها فِي كُلِّ مُشْتَجَرٍ إذْ لَيْسَ فِي الوَحْيِ مِن حُكْمٍ لِمُحْتَكِمِ
أمّا الكِتابُ فحَرِّفْ عَنْ مَواضِعِهِ إذْ ليْسَ يُعْجِزُكَ التَّحْريفُ لِلْكَلِمِ
كذا الأحادِيثُ آحادٌ وليْس بِها بُرْهانُ حقٍّ ولا فصْلٌ لِمُخْتَصِمِ
وقَدْ أبَى اللهُ إلا نَصْرَ ما خَذَلُوا وكَسْرَ ما نَصَرُوا مِنْهُمْ عَلى رَغَمِ
ألا يستحيي أن ينكر الصوت في حق الله وفي الصحيح ( يحشر الله العباد فيناديهم بصوت ) ومثل ذلك مذكور في موضعه لا نطيل به الرد علي هذا المماري .
وأما قوله ( وأن الحوادث تقوم به ) فيقال له : إن أردت الحوادث التي هي الصفات الفعلية نحو المجئ والإتيان وغيرهما فهذا قولهم وإن أردت بالحوادث المخلوقات الحادثة فلم يقله أحد منهم .
وقوله ( أنه يمس العرش ) فمما لم يقله محققو السلف وحكاه ابن جرير قولاً في التفسير في الموضع الذي أشرنا إليه ولم ينكره !
وقال الكوثري أيضاً : ((والثانية : المجسمة وقد تسمى الحشوية والمشبهة على اختلاف بينهم فيما يختلقونه في الله من السخافات والحماقات، تعالى الله عما يصفون. وهم مشاركون لهؤلاء في القول بجسم قديم قدماً ذاتياً، إلا أنهم يؤلهونه ويتعبدونه بخلاف هؤلاء، سواء أطلقوا لفظ الجسم عليه أم لم يطلقوا بعد أن قالوا بمعنى الجسم الشاغل للفراغ، الذاهب في الجهات، حيث خاضوا في ذات الله سبحانه بعقولهم الضئيلة التي تعجز عن اكتناه ذوات المخلوقات؛ وإنما علمهم بالمخلوقات عبارة عما تخيلوه بشأنها من إحساسهم بأغراضها، فكيف يجترئون على تخيل الحوم حول حمى الخالق جل وعلا.
قال ابن تيمية في التأسيس في رد أساس التقديس المحفوظ في ظاهرية دمشق في ضمن المجلد رقم 25 من الكواكب الدراري- وهذا الكتاب مخبأة ووكر لكتبهم في التجسيم وقد بينت ذلك فيما علقته على المصعد الأحمد (ص31): ( فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم ينطق بأن الأجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم، ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين، فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة) اهـ.
وقال في موضع آخر منه: ( قلتم ليس هو بجسم، ولا جوهر, ولا متحيز, ولا في جهة ولا يشار إليه بحس ولا يتميز منه شيء؛ وعبرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حد له ولا غاية، تريدون بذلك أنه يمتنع عليه أن يكون له حد وقدر أو يكون له قدر لا يتناهى.. فكيف ساغ لكم هذا النفي بلا كتاب ولا سنة) اهـ، وفي ذلك عِبَر للمعتبر، وهل يتصور لمارقٍ أن يكون أصرح من هذا بين قوم مسلمين ؟ ))انتهى
قلت : أما قول ابن تيمية الأول فصحيح قطعاً أين في كتابه الله أن الله ليس بجسم أو أنه جسم هذا مما لم ينطق به الكتاب بل قد أطلق بعض الجهمية قول إن الله ليس بجسم لنفي وجوده أصلاً كما حكاه عنهم ابن القيم وبعضهم أطلقه لنفي علوه وهم جميع الجهمية وبعضهم أطلقه لنفي الرؤية وهم المعتزلة والجهمية واطلقته الأشاعرة تبعاً لنفي الاستواء هذا من جهة من نفي أما من أثبت وهم المشبهة فقال : هو جسم لان له جوارح وأجزاء وأبعاضاً وله ما للإنسان المخلوق ما خلا الفرج واللحية إلى آخر سخفهم . وأهل السنة برآء من هؤلاء وهؤلاء عدل بين هؤلاء وهؤلاء لا يقول في الله ولا كتاب الله ولا رسول الله إلا بما قال الله أو رسوله .
وأما قوله الثاني فقد ألزمكم بالقول علي الله بلا دليل فالتزمتم القول ولم تبينوا الدليل فهذا حظه وذاك حظكم .
وقال السبكي : ((قال: (يا وارد القلوط) .فأتى ببضعة عشر بيتاً[ ] من هذا القبيل فهل سمع أحد بأن هذا كلام أهل العلم، وما دعاني إلى الوقوف على هذا الوسخ؟. ينبغي أن يأتي له (مجلى) مثله يتكلم معه زيبق المشاعلي, أو غرير المرقد, أو أهل جعفر, أو عماد فكيف بابن حجاج؟ ))انتهى
وقال الكوثري تعليقاً : (( لفظة عامية لا ينطق بها من العوام إلا من هو بالغ الوقاحة، فضلاً عن أهل العلم، فنأبى شرح هذه الكلمة القذرة المنتنة ))انتهى
قلت :هذا مما لا حجة لهم فيه أولاً لأن القلوط : هو كما لا يعلمون . وفي اللسان ( 7 / 79 ): ((وأَما ما ورد في حديث مكحول أَنه سئل عن القَلُوص أَيُتوضأُ منه ؟ فقال لم يتَغَير القَلوص نهر قَذِرٌ إِلا أَنه جار وأَهل دمشق يسمون النهر الذي تنصبّ إِليه الأَقذار والأَوساخ نهرَ قَلُوط بالطاء ))انتهى
وقال ابن عيسى في شرح النونية ( 2 / 86 ) : « القلوط - بفتح القاف وتشديد اللام وبالطاء المهملة - هو نهر بدمشق الشام يحمل أقذار البلد وأوساخه وأنتانه ، ويسمى في هذا الوقت : قليطا بالتصغير » .
فقصد ابن القيم : يا واردَ نهرِ القَذََرِ ، وهذا مما لا يشنع به عليه هكذا ! ولذا قال :
لعذرته أن بال في القلوط لم يشرب به مع جملة العميانِ
يا وارد القلوط لا تكسل فرأ س الماء فاقصده قريب دانِ
وقال :
وردوا عذاب مناهل السنن التي ليست زبالة هذه الأذهانِ
وردتم القلوط مجرى كل ذي الـ ـأوساخ والأقذار والأنتانِ
وإن كانت الأخري فله سلف في ذلك ؛ قال أبو بكر يوم الحديبة : ((عضضت ببظْر اللات، أنحنُ نخذُله؟! وقال حمزة : وأنت يا ابن مقطِّعة البُظور ممن يكثِّر علينا!وبلفظ :....تحاد الله ورسوله !كما في البخاري .ومثل هذا كثير لمن تتبعه وفي ذلك غنية والله المستعان .
(( تمت بحمد الله والصلاة والسلام على نبيه ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق