إعراب القرآن:(سورة البقرة98-99)

{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}(البقرة-98).
(فإن الله عدو للكافرين) جواب الشرط والضمير الرابط قام مقامه الاسم الظاهر(الكافرين).
قال أبو البقاء:" وضع الظاهر موضع المضمر لأن الأصل من كان عدوًّا لله وملائكته فإن الله عدوٌّ له أو لهم وله في القرآن نظائر كثيرة ستمر بك إن شاء الله".
قلت: في وضع الظاهر موضع المضمر نكت ذكرها غير واحد من أهل العلم، ووضع لفظ الجلالة موضع المضمر فيه سر عجيب سنفرده إن شاء الله بجزء على حدة.
قال السيوطي في الإتقان:"
النوع الثالث عشر وضع الظاهر موضع المضمر
 ورأيت فيه تأليفًا مفردًا لابن الصائغ وله فوائد:
§      منها زيادة التقرير والتمكين: نحو {ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله}.
§      ومنها قصد التعظيم: نحو {واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء
عليم}.
§      ومنها قصد الإهانة والتحقير: نحو {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}
§   ومنها إزالة اللبس حيث يوهم الضمير أنه غير الأول: نحو {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك} لو قال تؤتيه لأوهم أنه الأول قاله ابن الخشاب.

§  ومنها قصد تربية المهابة وإدخال الروع على ضمير السامع وبذكر الاسم المقتضى لذلك ومنه {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها إن الله يأمر بالعدل}.
§      ومنها قصد تقوية داعية المأمور ومنه {فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}.
§      ومنها تعظيم الأمر نحو {أولم يروا كيف يبديء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير}.
§       ومنها الاستلذاذ بذكره ومنه {وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة} لم
يقل منها ولهذا عدل عن ذكر الأرض إلى الجنة.
§  ومنها قصد التوصل من الظاهر إلى الوصف ومنه {فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله} بعد قوله {إني رسول الله} لم يقل فآمنوا بالله وبي ليتمكن من إجراء الصفات التي ذكرها وليعلم أن الذي وجب الإيمان به والإتباع له هو من وصف بهذه الصفات ولو أتى بالضمير لم يمكن ذلك لأنه لا يوصف.
ومنها التنبيه على علية الحكم نحو: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزًا}.
§  ومنها قصد العموم نحو: {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة} لم يقل إنها لئلا يفهم تخصيص ذلك بنفسه 4798 - ومنها قصد الخصوص نحو وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي لم يقل لك تصريحا بأنه خاص به.
§  ومنها الإشارة إلى عدم دخول الجملة في حكم الأولى نحو: {فإن يشإ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل} فإن ويمح الله إستئناف لا داخل في حكم الشرط.
§      ومنها مراعاة الجناس ومنه {أعوذ برب الناس} . . السورة.
§  ومنها مراعاة الترصيع وتوازن الألفاظ في التركيب ذكره بعضهم في قوله {أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}.
§  ومنها أن يتحمل ضميرًا لا بد منه ومنه أتيا أهل قرية أهلها لو قال استطعماها لم يصح لأنهما لم يستطعما القرية أو استطعماهم فكذلك لأن جملة استطعما صفة لقرية النكرة لا ل أهل فلا بد أن يكون فيها ضمير يعود عليها ولا يمكن إلا مع التصريح بالظاهر.انتهى مختصرًا.
قلت: في مسألة(استطعما أهلها) كتبت جزءًا لطيفًا فلينظر.



{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}(البقرة-99).
اللام موطئة للقسم، وقد للتحقيق وهو أحد أعمالها. قال في الجني الداني:" والحاصل أنها تفيد، مع الماضي، أحد ثلاثة معان: التوقع، والتقريب، والتحقيق. ومع المضارع أحد أربعة معان: التوقع، والتقليل، والتحقيق، والتكثير."انتهى.
(بينات) نعت لآيات مجرور وعلامة جره الكسرة.
(الفاسقون) فاعل مرفوع وعلامته الواو.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق