{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي
أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ
أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا
أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا
يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ}(البقرة – 26).
المصدر المؤول (أن يضرب) منصوب على نزع الخافض
عند سيبويه، والتقدير:(لا يستحيي من ضرب..) ، وفي محل جر عند الخليل.
(مثلًا) مفعول به.
(ما) فيها أقوال:
الأول: أنها زائدة للتوكيد، اختاره أبو البقاء.
وبعضهم منع إطلاق لفظ الزائد في كتاب الله تعالى والأكثرون على إباحته وقد بين ذلك
ابن هشام في آخر رسالته الإعراب عن قواعد الإعراب ، وينظر شرح الشيخ خالد الأزهري
عليه.
الثاني: ان تكون بمعنى الذي، وعليه قرأ شاذًا
برفع (بعوضة) وتكون خبرًا لمبتدإ محذوف والتقدير: مثلا الذي هو بعوضة. وهذا كقوله
تعالى(تمامًا على الذي أحسنُ) في قراءة والمعنى: على الذي هو أحسن.
الثالث: اختيار ابن جرير وهو أن ما بمعنى الذي
معربة وبعوضة معربة بإعرابها كما قال حسان بن ثابت:
وَكَفَى بِنَا فَضْلا عَلَى مَنْ غَيْرِنَا ... حُبُّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ إيَّانَا
وقيل غير ذلك.
وبعوضة منصوبة على البدلية أو مرفوعة على
الخبرية، أو منصوبة بحذف الجار والتقدير: إن الله لا يسحيي أن يضرب مثلا ما بين
بعوضة وما فوقها.قال ابن كثير:" وهذا الذي اختاره الكسائي والفراء".
(فما) الفاء عاطفة، وما موصولة معطوفة على
بعوضة.
(أما) اختلف النحاة فيه، فقال بعضهم: حرف قائم
مقام فعل الشرط وجوابه مؤول بمهما. وقال ابن مالك: حرف تفصيل. وقيل: حرف إخبار
مضمن معنى الشرط. وقولهم: أما زيد فمنطلق مؤول بتقدير: مهما يكن من شيء فزيد
منطلق.
وفيها أقوال أخرى تنظر في الجني الداني لابن أم
قاسم.
(الذين آمنوا) الذين مبتدأ لأنه لا يلي أما
فعل، وما بعده جملة الصلة لا محل لها من الإعراب.
(فيعلمون) جواب أما.
(ماذا) ما مبتدأ، ذا اسم موصول خبر، والجملة من
المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول.
(يضل به كثيرًا) مستأنفة ...
(وما يضل به إلا الفاسقين): مستانفة كذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق