{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(البقرة-64).
(فلولا) الفاء
استئنافية. و(لولا) مشتهرة: حرف امتناع لوجوب لأن الجملتين اللتين بعدها
موجبتان:(فضل الله...)، (لكنتم من الخاسرين).
(فضل): مبتدأ
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والخبر محذوف وجوبًا والتقدير: كائن أو موجود أو
سابغ. والأولى الأخير لأن فضل الله هنا خاص وليس مجرد فضل ولأان فضله كائن على
المؤمنين والكفار هو متفضل على الجميع ولكن فضله على المؤمنين سابغ.
(عليكم) متعلق
ب(فضل).
(لكنتم) اللام
قيل لابد من اقترانها بالجواب، وقيل: في جواب(لو) كذلك، وقيل جاء الجواب بدونه في
بعض كلام العرب.
والله أعلم.
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ
اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}(البقرة-65).
الواو: استئنافية. واللام: موطئة للقسم المقدر.
(كونوا قردة...): جملة مفعول القول.
(قردة): خبر (كونوا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(خاسئين): خبر ثان منصوب وعلامة نصبه الياء.
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}(البقرة-66).
الضمير(ها)
في (فجعلناها) أقاويل:
قال
الإمام الطبري في تفسيره:
القول في تأويل قوله تعالى : { فَجَعَلْنَاهَا
}
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل"الهاء
والألف" في قوله:(فجعلناها)، وعلام هي عائدة؟ فروي عن ابن عباس فيها قولان: أحدهما
ما:-
1151 - حدثنا به أبو كريب قال، حدثنا عثمان بن سعيد قال، حدثنا بشر بن عمارة
قال، حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن ابن عباس:(فجعلناها) فجعلنا تلك العقوبة -وهي المسخة-"نكالا".
فالهاء والألف من قوله:(فجعلناها) -على قول ابن
عباس هذا- كناية
عن"المسخة"، وهي"فعلة" مسخهم
الله مسخة. (1)
فمعنى الكلام على هذا التأويل: فقلنا لهم: كونوا
قردة خاسئين، فصاروا قردة ممسوخين،(فجعلناها)، فجعلنا عقوبتنا ومسخنا إياهم،(نكالا
لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين).
* * *
والقول الآخر من قولي ابن عباس، ما:-
1151 - حدثني به محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي،
عن أبيه، عن ابن عباس:(فجعلناها)، يعني الحيتان.
و"الهاء والألف" -على هذا القول- من ذكر
الحيتان، ولم يجر لها ذكر. ولكن لما كان في الخبر دلالة، كني عن ذكرها. والدلالة على
ذلك قوله:(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت).
* * *
وقال آخرون: فجعلنا القرية التي اعتدى أهلها في
السبت. فـ "الهاء" و "الألف" -في قول هؤلاء- كناية عن قرية القوم
الذين مسخوا.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك فجعلنا القردة الذين مسخوا"نكالا
لما بين يديها وما خلفها"، فجعلوا"الهاء والألف" كناية عن القردة.
* * *
وقال آخرون:(فجعلناها)، يعني به: فجعلنا الأمة التي
اعتدت في السبت"نكالا".انتهى
(تفسير الطبري 2/175-176).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق