{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ
أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ
أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}(البقرة-67).
(أن تذبحوا) مصدر مؤول منصوب على نزع
الخافض، فالتقدير: يأمركم بذبح بقرة.
(هزوًا) مفعول به ثان، أو مصدر (نائب
عن المفعول المطلق).
قال أبو البقاء:" وفيه ثلاث لغات
الهمز وضم الزاي والهمز وسكون الزاي وقلب الهمزة واوًا مع ضم الزاي وربما سكنت الزاي
أيضًا"انتهى
هزُؤًا،هزْءًا، هزْوًا، هزُوًا....
(أن أكون) منصوب كذلك على نزع
الخافض، والتقدير: من كوني من الجاهلين.
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا
بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ}(البقرة-68).
جملة(ادع)
مفعول القول.
(يبين):
مجزوم في جواب الطلب، وقد تقدم مثله.
(ما
هي): ما اسم اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، هي خبره. والجملة في محل نصب
مفعول(يبين).
جملة(إنه
يقول): مفعول القول، وكذلك جمة(إنها بقرة).
(لا
فارض) لا: نافية لا عمل لها. (فارض) نعت لبقرة. وكذلك(عوان).
جملة(فافعلوا)
مستأنفة.
وفي
الغريب: قال أبو عبيدة:" لا فارض: مُسنّة، ولا بكر: صغيرة.
(بَيْنَ
ذلِكَ) (68): والعرب تقول: لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك؛ فمجاز هذه الآية: بين هذا
الوصف، ولذلك قال: بين ذلك، وقال رؤبة:
فيها
خطوطٌ من سَوادٍ وَبلَقْ
فالخطوط
مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال:
كأنه
في الجِلد تَوْلِيعُ البَهَقْ
قال
أبو عبيدة فقلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل: كأنهما، فقال:
كأنّ ذاك ويلك توليع البَهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال:
يُحسَبن
شاماً أو رِقَاعاً مِن بَنَقْ
جماعة
شأمة"انتهى
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ
لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا
تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}(البقرة-69).
جملة(ما
لونها) كجملة(ما هي) في الآية السابقة.
(فاقع)
و(صفراء) نعتان.
(لونها)
فاعل (فاقع) لأن اسم الفاعل يعمل عمل الفعل.
(تسر
الناظرين) جملة فعلية في محل رفع نعت لبقرة.
وفي الغريب
قال أبو عبيدة في المجاز:" (بَقَرَةٌ
صَفْرَاء) إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله: (جِمَالاَتٌ صُفْرُ) أي سود.
(فَاقِعٌ لَوْنُها) أي ناصع.انتهى
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ
لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}(البقرة-70).
جملة(إن البقر...) مستأنفة في معنى التعليل.
وجملة(وإنا ....لمهتدون) معطوفة على الأولى.
وجملة(إن شاء الله) معترضة.
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ
وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ
فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}(البقرة – 71).
(ذلول)
و(تثير الأرض) و(لا تسقي الحرث) و(مسلمة) و(لا شيه فيها) كلها صفات لـ(بقرةٌ).
(وما
كادوا يفعلون) جملة حالية.
وقال
السعدي في تفسير الآية:".. {
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ } أي: مذللة بالعمل، { تُثِيرُ
الأرْضَ } بالحراثة { وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ } أي: ليست بساقية، { مُسَلَّمَةٌ } من
العيوب أو من العمل { لا شِيَةَ فِيهَا } أي: لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم.
{ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } أي: بالبيان الواضح، وهذا
من جهلهم، وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة، فلو أنهم اعترضوا أي: بقرة لحصل المقصود،
ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم، ولو لم يقولوا "إن شاء الله
"لم يهتدوا أيضا إليها، { فَذَبَحُوهَا } أي: البقرة التي وصفت بتلك الصفات،
{ وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } بسبب التعنت الذي جرى منهم.انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق