إعراب القرآن:(سورة البقرة67-71)


{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}(البقرة-67).
(أن تذبحوا) مصدر مؤول منصوب على نزع الخافض، فالتقدير: يأمركم بذبح بقرة.
(هزوًا) مفعول به ثان، أو مصدر (نائب عن المفعول المطلق).
قال أبو البقاء:" وفيه ثلاث لغات الهمز وضم الزاي والهمز وسكون الزاي وقلب الهمزة واوًا مع ضم الزاي وربما سكنت الزاي أيضًا"انتهى
هزُؤًا،هزْءًا، هزْوًا، هزُوًا....
(أن أكون) منصوب كذلك على نزع الخافض، والتقدير: من كوني من الجاهلين.

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ}(البقرة-68).
جملة(ادع) مفعول القول.
(يبين): مجزوم في جواب الطلب، وقد تقدم مثله.
(ما هي): ما اسم اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، هي خبره. والجملة في محل نصب مفعول(يبين).
جملة(إنه يقول): مفعول القول، وكذلك جمة(إنها بقرة).
(لا فارض) لا: نافية لا عمل لها. (فارض) نعت لبقرة. وكذلك(عوان).
جملة(فافعلوا) مستأنفة.
وفي الغريب: قال أبو عبيدة:" لا فارض: مُسنّة، ولا بكر: صغيرة.
(بَيْنَ ذلِكَ) (68): والعرب تقول: لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك؛ فمجاز هذه الآية: بين هذا الوصف، ولذلك قال: بين ذلك، وقال رؤبة:
فيها خطوطٌ من سَوادٍ وَبلَقْ
فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال:
كأنه في الجِلد تَوْلِيعُ البَهَقْ
قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل: كأنهما، فقال: كأنّ ذاك ويلك توليع البَهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال:
يُحسَبن شاماً أو رِقَاعاً مِن بَنَقْ
جماعة شأمة"انتهى

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}(البقرة-69).
جملة(ما لونها) كجملة(ما هي) في الآية السابقة.
(فاقع) و(صفراء) نعتان.
(لونها) فاعل (فاقع) لأن اسم الفاعل يعمل عمل الفعل.
(تسر الناظرين) جملة فعلية في محل رفع نعت لبقرة.
وفي الغريب قال أبو عبيدة في المجاز:" (بَقَرَةٌ صَفْرَاء) إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله: (جِمَالاَتٌ صُفْرُ)  أي سود.
(فَاقِعٌ لَوْنُها) أي ناصع.انتهى

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}(البقرة-70).
جملة(إن البقر...) مستأنفة في معنى التعليل.
وجملة(وإنا ....لمهتدون) معطوفة على الأولى.
وجملة(إن شاء الله) معترضة.

{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}(البقرة – 71).
(ذلول) و(تثير الأرض) و(لا تسقي الحرث) و(مسلمة) و(لا شيه فيها) كلها صفات لـ(بقرةٌ).
(وما كادوا يفعلون) جملة حالية.
وقال السعدي في تفسير الآية:".. { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ } أي: مذللة بالعمل، { تُثِيرُ الأرْضَ } بالحراثة { وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ } أي: ليست بساقية، { مُسَلَّمَةٌ } من العيوب أو من العمل { لا شِيَةَ فِيهَا } أي: لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم.
{ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } أي: بالبيان الواضح، وهذا من جهلهم، وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة، فلو أنهم اعترضوا أي: بقرة لحصل المقصود، ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم، ولو لم يقولوا "إن شاء الله "لم يهتدوا أيضا إليها، { فَذَبَحُوهَا } أي: البقرة التي وصفت بتلك الصفات، { وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } بسبب التعنت الذي جرى منهم.انتهى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق