{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ
قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}[البقرة:11]
( و): عاطفة على جملة (
من الناس من يقول آمنا ) في الآية 8 .
و(إذا) ظرف خافض لشرطه
منصوب بجوابه .
قيل: هكذا للمفعول ،
والجملة ( لا تفسدوا في الأرض) هي النائبة، أو محذوف تقديره من الفعل والمعنى وإذا
قيل لهم قول لا تفسدو ..إلخ وقال قوم :
النائب هو الجار والمجرور ( لهم) ، وليس بشيء.
و(قيل لهم ) في مجل جر
مضاف إليه.
(إنما) ما كافة وما
بعدها مبتدأ وخبر.
{ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ
وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ }[البقرة:12]
ألا : حرف استفتتاح وتنبيه. وقيل: هي بمعنى
حقًا، وهو بعيد ومن يوق ل به يلزمه فتح همزة إن كما تفتح بعد حقًا ونحوها.
واختلفوا في كونها مركبة أو بسيطة على قولين:
الأول: هي مركبة من همزة الاستفهام ولا
النافية، قاله الزمخشري.
الثاني: هي بسيطة، قاله ابن مالك.
وإليه نذهب لأنه الأصل أولًا ولأن معنى النفي
غير متحقق فإن قيل: ذهب المعنى لذهاب الصورة فصارت كلمة واحدة قيل هذا تكلف وما
تُصُوِرَ أنها مركبة من ذلك إلا لفائدة النفي وغير متحققة فلا داعي لتصور التركيب.
وقال أبو حيان: إنها وقعت قبل إن ورب وليت والنداء،
ولا يصلح النفي قبل شيء من ذلك.
(إنهم ): إن الناصبة واسمها.
(هم) ضمير فصل، انظر القول فيه في رسالتنا (
مفحمات الأقران).
(ولكن لا يشعرون) معطوفة على ما قبلها فلا محل
لها من الإعراب لأنها استئنافية.
و(لكن) : هنا استدراكية كذا قال يونس ووافقه
ابن مالك في التسهيل.
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ
قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ
لا يَعْلَمُونَ }(البقرة – 13)
جملة آمنوا في محل نصب
مقول القول.
والكاف في (كما) مشكلة ،
وهي على الراجح اسم بمعنى مثل في محل نصب نائب عن المفعول المطلق والتقدير: وإذا
قيل لهم آمنوا إيمانًا مثل ....إلخ
وفي شرح التوضيح لمحمد
محي الدين عبد الحميد تفصيل ماتع فراجعه في باب حروف الجر.
و(هم) تقدم الكلام عليها
في قوله تعالى(أولئك هم المفلحون) من قبل.
وما سوى ذلك تقدم الكلام
على مثله من قبل ولله الحمد والمنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق