إعراب القرآن:(سورة البقرة81-83)

{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(البقرة-81).
(من كسب...) ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
(من) مبتدأ.
(أصحابُ النار): أصحاب خبر(أولئك) مرفوع وهو مضاف و(النار) مضاف إليه مجرور.
(هم فيها خالدون) جملة اسمية في محل رفع خبر ثان لـ(أولئك).
==فائدة==
قال ابن أم قاسم في الجني الداني:" بلى: حرف ثلاثي الوضع، والألف من أصل الكملة، وليس أصلها بل التي للعطف، فدخلت الألف للإيجاب، أو للإضراب والرد، أو للتأنيث، كالتاء في ربت وثمت، خلافاً لزاعمي ذلك. وهي حرف جواب.
وهي مختصة بالنفي، فلا تقع إلا بعد نفي في اللفظ، أو في المعنى. وتكون رداً له، سواء أقترنت به أداة استفهام أو لا.
وقد وقعت جواباً للإستفهام، في نحو: هل يستطيع زيد مقاومتي؟ فيقول: بلى. إذا كان منكراً لمقاومته. ومنه قول الجحاف بن حكيم:
بلى، سوف نبكيهم، بكل مهند ... ونبكي عميراً، بالرماح، الخوطر
جواباً، لقول الأخطل له:
ألا، فسل الجحاف: هل هو ثائر ... بقتلي، أصيبت، من نمير بن عامر؟
ولا تقول لمن قال قام زيد: بلى. لأنه موضع نعم، لا موضع بلى، لأن بلى إيجاب لنفي مجرد، كقولك بلى، لمن قال ما قام زيد. أو مقرون باستفهام حقيقة، نحو: أليس زيد بقائم؟ فتقول: بلى. أو للتقرير، كقوله تعالى " ألست بربكم؟ قالوا: بلى " . أجرت العرب التقرير مجرى النفي. ولذلك قال ابن عباس: لو قالوا: نعم لكفروا. لأن نعم لتصديق المخبر في الإيجاب والنفي. فإذا قال: ليس لك عندي وديعة، فقلت نعم، كان تصديقاً له. وإن قلت بلى، كان إيجاباً لما نفى.
قال ابن مالك: وقد توافقها نعم بعد المقرون، يعني بعد النفي المفرون بالاستفهام، كقول جحدر:
أليس الليل يجمع أم عمرو ... وإيانا، فذاك بنا تداني
نعم، وترى الهلال، كما أراه ... ويعلوها النهار، كما علاني
وقول الأنصار للنبي، صلى الله عليه وسلم ألستم ترون ذلك؟ قالوا نعم. ويؤول قول الأنصار على أن ذلك لأمن اللبس، وقول جحدر على أن نعم جواب المقدر في نفسه، من اعتقاده أن الليل يجمعه وأم عمرو، أو يكون جواباً لما بعده، فقدم عليه. قال الشيخ أبو حيان: والأولى، عندي، أن يكون جواباً لقوله فذاك بنا تداني.
وقال بعضهم: يجوز أن يؤتي بنعم، بعد التقرير، تصديقاً له، لأن معناه الإيجاب.

وإنما يمتنع، إذا جعلت جواباً. قال: ولا يكون الشاعر، في قوله نعم، بعد قوله أليس، مخالفاً لابن عباس، رضي الله عنهما، فيما قاله من ذلك، لأنه لم يتوارد معه على معنى واحد فإن الذي منعه إنما منعه، على أن نعم جواب، وإذا كانت جواباً إنما تكون تصديقاً لما بعد ألف الاستفهام. والذي أجزناه إنما أجزناه، على أن تكون غير جواب. وإنما نعم فيه على وجه التصديق، لمعنى الاستفهام الذي هو تقرير. واعترض هذا القائل، بأن ما ذهب إليه لا دليل عليه. والله أعلم"انتهى.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(البقرة-82).
جملة(الذين آمنوا) معطوفة على جملة(من كسب)= لا محل لها من الإعراب.
جملة(آمنوا) لا محل لها من الإعراب لأنها جملة الصلة.
جملة(عملوا الصالحات) لا محل لها من الإعراب=معطوفة على جملة الصلة.
جملة(أولئك أصحاب الجنة) جملة في محل رفع خبر لـ(الذين).
جملة(هم فيها خالدون) في محل رفع خبر ثان لـ(أولئك)، والخبر الأول هو(أصحاب).

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}(البقرة-83).
الواو ابتدائية.
وإذ مفعول لفعل مقدر كما مرَّ.
وليست معطوفة على سابقاتها لأمرين:
الاول: طول الفصل.
الثاني: الانتقال من أسلوب المخاطب إلى الغائب..(ميثاق بني إسرائيل) ولم يقل(ميثاقكم).
(لا تعبدون إلا الله) : قال ابن الجزري في النشر(2/218):" ( وَاخْتَلَفُوا ) فِي : تَعْبُدُونَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ ، لَا يَعْبُدُونَ بِالْغَيْبِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ"انتهى.
و(لا تعبدون) جواب القسم لأن الميثاق قسم والتقدير: وأحلفكم لا تعبدون إلا الله. أو حال وفي ذلك وجهان:
الأول: أن تكون حالا من الكاف في (ميثاقكم) والتقدير: أخنا ميثاقكم حال أنكم لا تعبدون إلا الله.
الثاني: أن يكون الحال محذوفة والتقدير أخذنا ميثاقهم قائلين كذا وكذا وحذف القول كثير.قاله أبو البقاء.
(إحسانًا): منصوب على المصدرية.
(ذي القربى) معطوف على الوالدين.
(حسنًا): قال ابن الجزري:" ( وَاخْتَلَفُوا ) فِي : حُسْنًا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ ( لِلنَّاسِ حَسَنًا ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالسِّينِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَإِسْكَانِ السِّينِ"(النشر2/218).
وعلى قراءة حمزة والكسائي (حُسْنًا) مفعول به. وعلى القراءة الأخرى(حَسَنًا) تكون نائب مفعول مطلق.
(قليلًا): بالنصب على الاستثناء المتصل.
(وأنتم معرضون) جملة حالية في محل نصب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق