{ألم}(البقرة-1).
اختلف
النحاة في هذه الأحرف المقطعة على أقوال من جهة إعرابها وبنائها :
-
فقال قوم : إنها ليست معربة ولا مبنية : قال ابن سيده : هي موقوفة الآخر، لا يقال إنها معربة لأنها لم يدخل عليها
عامل فتعرب ولا يقال إنها مبنية لعدم سبب البناء .
- وقال آخرون : أنها مبنية : قال أبو البقاء :" وهي
مبنية لأنك لا تريد أن تخبر عنها بشيء وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التي جعلت
أسماء لها فهي كالاصوات نحو غاق في حكاية صوت الغراب " اهـ
- وقال قوم : لا تعرب إلا أن تخبر عنها
أو تعطف بعضها على بعض فتقول هذا ألف وألفك حسنة وفي الكتاب ألف ولام وميم وعين .
ولم أطلع على قول يفيد أنها معربة بلا قيد ، فهذا لا يكون .
-
أما من جهة محل إعرابها :
-
ففيه أقوال :
-
الأول : أنها لا محل لها من الإعراب .
- الثاني : أنها في محل رفع : إما على
الابتداء وهو قول الفراء وغيره والتقدير : ألم حروف المعجم يا محمد ذلك الكتاب .
وأنكر ذلك الزجاج وحق له ذلك لأن الله تعالى قال :" حم * عسق * كَذَلِكَ
يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *
" [ الشورى : 1 ، 2 ، 3 ] .
-
ولا يجوز تأويل الفراء في هذه الأحرف السالفة مع أن الأحرف
المقطعة بابة واحدة .
-
وقيل : هي مبتدأ وما بعدها خبر .
- الثالث : أنها في محل نصب : وفيه
وجهان : قال أبو البقاء : أحدهما هو على تقدير حذف القسم كما تقول الله لأفعلن
والناصب فعل محذوف تقديره التزمت الله أي المين به والثاني هي مفعول بها تقديره
اتل الم .
-
الرابع : أنها في محل جر : على القسم وحرف القسم محذوف باق
عمله كما في لغة قوم : ( الله ِ لتفعلن كذا ) .
-
ولكن القسم بالأحرف المقطعة مستبعد .
-
قلت : ويجوز أن تكون خبراً لمبتدأ محذوف تقديره : هذه ألم .
والله أعلم
-
والأقرب إلى الصواب الأول .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق