إعراب القرآن:(سورة البقرة46)


{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(البقرة-46).
(الذين) صفة للخاشعين في محل جر.
(يظنون) جملة الصلة.
(أنهم ملاقو ربهم) المصدر المؤول سد مسدَّ مفعولي ظنَّ. وقال الأخفش:" أن وما عملت فيه مفعول واحد وهو مصدر والمفعول الثاني محذوف".
(وأنهم إليه راجعون) مصدر كذلك معطوف على الأول. والمعنى: الذين يظنون ملاقاة ربهم والرجوع إليه. والظن ها هنا بمعنى اليقين. قال ابن جرير في تفسيره العظيم:" إن العرب قد تسمي اليقين"ظنا"، والشك"ظنا"، نظير تسميتهم الظلمة "سدفة"، والضياء"سدفة"، والمغيث"صارخا"، والمستغيث"صارخا"، وما أشبه ذلك من الأسماء التي تسمي بها الشيء وضده. ومما يدل على أنه يسمى به اليقين، قول دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج*** سراتهم في الفارسي المسرد([1])
يعني بذلك: تيقنوا ألفي مدجج تأتيكم. وقول عميرة بن طارق:
بأن تغتزوا قومي وأقعد فيكم*** وأجعل مني الظن غيبا مرجما([2])
يعني: وأجعل مني اليقين غيبا مرجما. والشواهد من أشعار العرب وكلامها
على أن"الظن" في معنى اليقين أكثر من أن تحصى، وفيما ذكرنا لمن وفق لفهمه كفاية.
ومنه قول الله جل ثناؤه:( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ) [الكهف: 53] وبمثل الذي قلنا في ذلك جاء تفسير المفسرين"انتهى


[1]  -  قال الشيخ شاكر في نسبة البيت :" الأصمعيات: 23، وشرح الحماسة 2: 156، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 40....".
[2]  - قال أيضًا:" نقائض جرير والفرزدق : 53 ، 785 ، والأضداد لابن الأنباري . 12 وهو عميرة بن طارق بن ديسق اليربوعي...".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق