التقريرات
على نظم المقدمة الآجرومية
(1)
كتبها
وليد بن حسني الأموي
عفا الله
عنه
مقدمة
بسم الله،
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:
فهذه
تعليقات محررة موجزة على نظم المقدمة الآجرومية للشرف العمريطي، استللتها من شرحي
على النظم الذي ألقيته على نفر قليل من إخواني طلبة العلم الشرعي ، أقدمه بين
أيديكم اليوم لتعم الفائدة، ويحصل النفع للراغبين في تعلم هذا الفن،،،،،والله حسبي،
ونعم الوكيل.
ترجمة
الشرف العمريطي
هو
الشيخ المبجل والفقيه الممجد والنحوي المبرز يحيي بن موسى بن رمضان بن عميرة ، شرف
الدين العمريطي نسبة إلى قرية(عمريط) بشرقية مصرنا المحروسة، اشتغل في النحو وبرع
فيه، وتفقه فأجاد ونظم المنظومات الذائعة والجوامع الشائعة ومنها:
- تسهيل الورقات نظم الورقات في أصول الفقه، شرحه العثيمين.
- التيسير نظم التحرير في الفقه.
- نهاية التدريب نظم غاية التقريب.
- الدرة البهية نظم الآجرومية.
توفي بعد سنة 988 من هجرة النبي صلى الله عليه
وسلم.
قال الناظم عفا الله
عنه([1]):
الحمد لله الّذِي قَدْ وَفَّقَا........ لِلْعِلْمِ خَيْرَ
خَلْقِهِ وَلِلْتُّقَى([2])
حَتَّى نَحَتْ قُلُوبُهُمْ لِنَحْوِهِ...... فَمِنْ عَظيمِ شَأْنِهِ لَمْ تَحْوِهِ([3])
فَأُشْرِبَتْ مَعْنَى ضَمِيرِ الشَّانِ.... فَأَعْرَبَتْ فِي الحَالِ بِالأَلْحانِ([4])
ثُمَّ الصَّلاَةُ مَعَ سَلاَمٍ لاَئِقِ....... عَلَى النَّبِيِّ أَفْصَحِ الْخَلاَئِقِ([5])
مُحَمَّدٍ وَالآلِ وَالأَصْحابِ...... مَنْ أَتْقَنُوا الْقُرْءَانَ بِالإعْرَابِ(([6]
حَتَّى نَحَتْ قُلُوبُهُمْ لِنَحْوِهِ...... فَمِنْ عَظيمِ شَأْنِهِ لَمْ تَحْوِهِ([3])
فَأُشْرِبَتْ مَعْنَى ضَمِيرِ الشَّانِ.... فَأَعْرَبَتْ فِي الحَالِ بِالأَلْحانِ([4])
ثُمَّ الصَّلاَةُ مَعَ سَلاَمٍ لاَئِقِ....... عَلَى النَّبِيِّ أَفْصَحِ الْخَلاَئِقِ([5])
مُحَمَّدٍ وَالآلِ وَالأَصْحابِ...... مَنْ أَتْقَنُوا الْقُرْءَانَ بِالإعْرَابِ(([6]
وَبَعْدُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا اقْتَصَرْ...... جُلُّ
الْوَرَى عَلَى الْكَلاَمِ المَخْتَصَرْ
وَكَانَ مَطْلُوباً أَشَدَّ الطَّّلَبِ...... مِنَ الْوَرَى حِفْظُ اللِّسَانِ الْعَرَبي([7])
كَيْ يَفْهَمُوا مَعَانِيَ الْقُرْءَانِ...... وَالسُّنَّةِ الدَّقِيقَةِ المَعَانِي
وَالنَّحْوُ أَوْلَى أَوَّلاً أَنْ يُعْلَمَا..... إذِ الْكَلاَمُ دونَهُ لَنْ يُفْهَمَا([8])
وَكَانَ خَيْرُ كُتْبِهِ الصَّغِيْرَهْ.......كرَّاسَةً لَطِيفَةً شَهِيرَهْ
في عُرْبِهَا وَعُجْمِهَا والرُّومِ.......أَلَّفَهَا الْحَبْرُ ابْنُ ءَاجُرُّوم([9])
وَانْتَفَعََتْ أَجِلَّةٌ بِعِلْمِهَا...........مَعْ ما تَرَاهُ مِنْ لَطِيفِ حَجْمِهَا([10])
نَظَمْتُهَا نَظْماً بَدِيعاً مُقْتَدِي.......بِالأَصْلِ في تَقْريبهِ لِلمُبْتَدِى
وَقَدْ حَذَفْتُ مِنْهُ ما عَنْهُ غِنَى.....وَزِدْتُهُ فَوَائِداً بِهَا الغِنَى
مُتَمِّماً لِغَالِبِ الأَبْوَابِ............فَجَاءَ مِثْلَ الشَّرْحِ لِلْكِتَابِ
سُئِلْتُ فِيهِ مِنْ صَدِيقٍ صَادِقِ.....يَفْهَمُ قَوْلِي لاِعْتِقَادٍ واثِقِ
إذِ الْفَتَى حَسْبَ اعْتِقَادِهِ رُفِعْ.......وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ لَمْ يَنْتَفِعْ
فَنَسْأَلُ المَنَّانَ أَنْ يُجِيرَنَا...........مِنَ الرِّيَا مُضَاعِفاً أُجُورَنَا([11])
وَأَنْ يَكُونَ نَافِعاً بِعِلْمِهِ............مَنِ اعْتَنَى بِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ
وَكَانَ مَطْلُوباً أَشَدَّ الطَّّلَبِ...... مِنَ الْوَرَى حِفْظُ اللِّسَانِ الْعَرَبي([7])
كَيْ يَفْهَمُوا مَعَانِيَ الْقُرْءَانِ...... وَالسُّنَّةِ الدَّقِيقَةِ المَعَانِي
وَالنَّحْوُ أَوْلَى أَوَّلاً أَنْ يُعْلَمَا..... إذِ الْكَلاَمُ دونَهُ لَنْ يُفْهَمَا([8])
وَكَانَ خَيْرُ كُتْبِهِ الصَّغِيْرَهْ.......كرَّاسَةً لَطِيفَةً شَهِيرَهْ
في عُرْبِهَا وَعُجْمِهَا والرُّومِ.......أَلَّفَهَا الْحَبْرُ ابْنُ ءَاجُرُّوم([9])
وَانْتَفَعََتْ أَجِلَّةٌ بِعِلْمِهَا...........مَعْ ما تَرَاهُ مِنْ لَطِيفِ حَجْمِهَا([10])
نَظَمْتُهَا نَظْماً بَدِيعاً مُقْتَدِي.......بِالأَصْلِ في تَقْريبهِ لِلمُبْتَدِى
وَقَدْ حَذَفْتُ مِنْهُ ما عَنْهُ غِنَى.....وَزِدْتُهُ فَوَائِداً بِهَا الغِنَى
مُتَمِّماً لِغَالِبِ الأَبْوَابِ............فَجَاءَ مِثْلَ الشَّرْحِ لِلْكِتَابِ
سُئِلْتُ فِيهِ مِنْ صَدِيقٍ صَادِقِ.....يَفْهَمُ قَوْلِي لاِعْتِقَادٍ واثِقِ
إذِ الْفَتَى حَسْبَ اعْتِقَادِهِ رُفِعْ.......وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ لَمْ يَنْتَفِعْ
فَنَسْأَلُ المَنَّانَ أَنْ يُجِيرَنَا...........مِنَ الرِّيَا مُضَاعِفاً أُجُورَنَا([11])
وَأَنْ يَكُونَ نَافِعاً بِعِلْمِهِ............مَنِ اعْتَنَى بِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ
*****باب الكلام*****
كَلاَمُهُمْ لَفْظُ مُفِيدٌ مُسْنَدُ.........وَالْكِلْمَةُ اللَّفْظُ المُفِيدُ المُفْرَدُ([12])
لاِسْمٍ وَفِعْلٍ ثُمَّ حَرْفٍ تَنْقَسِمْ......وَهَذِهِ ثَلاَثَةٌ هِيَ الْكَلِمْ([13])
كَلاَمُهُمْ لَفْظُ مُفِيدٌ مُسْنَدُ.........وَالْكِلْمَةُ اللَّفْظُ المُفِيدُ المُفْرَدُ([12])
لاِسْمٍ وَفِعْلٍ ثُمَّ حَرْفٍ تَنْقَسِمْ......وَهَذِهِ ثَلاَثَةٌ هِيَ الْكَلِمْ([13])
وَالْقَوْلُ لَفْظٌ قَدْ أفَادَ مُطْلَقاً........كَقُمْ وَقَدْ وَإِنَّ زَيْداً ارْتَقَى([14])
فَالاِسْمُ بِالتَّنْوِينِ والْخَفْضِ عُرِفْ...وحَرْفِ خَفْضٍ وَبِلاَمٍ وَأَلِفْ([15])
[1] - الغرض
من نظم المتون العلمية تيسير حفظها على طلبة العلم المبتدئين والمنتهين أيضًا، فإن
النظم أيسر في أن يحفظ من النثر، قال السفاريني:
وصار من
عادة أهل العلم *** أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
لأنه يسهل
للحفظ كما *** يروق للسمع ويشفي من ظما
[2] -
(الحمد): هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري للمحمود مع المحبة.
(العلم)
: إدراك الشيء على ما هو عليه ، وفي سلك عقده : الجهل وهو إدراك الشيء على خلاف ما
هو عليه ، إذا جهلًا مركبًا أو عدم إدراكه أصلًا ، فيكون جهلًا بسيطًا.
والظن:
راجح احتمالي الإدراك، والوهم مرجوحهما .
(التقى)
والتقوى واحد: وهو أن تجعل بينك وبين الحرام وقاية ، أو أن يجدك الله حيث أمرك
ويفتقدك حيث نهاك، أو تجعل بنك وبين النار حجابًا ، أو هي ترك الذنوب صغيرها
وكبيرها، قال الشاعر:
خل الذنوب
صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع
كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن
صغيرة إن الجبال من الحصى
[3] - (نحت)
قصدت، نحوت إلى كذا أي قصدت إليه ، ونحوت بصري إليه: صرفته. ومنه النحو أي القصد،
وللنحو معاني أخرى.
(لنحوه)
أي لنحو العلم أو لنحو الله تعالى بمعرفته بالعلم حق المعرفة.
(فمن
عظيم شأنه لم تحوه): أي لم تحو العلم لأنه بحر لا ساحل له لا يدرك كله ولا يعطى
بعضه إلأ لمن انفق فيه نفسه، قال بعضهم:
ما حوى العلم
جميعاً رجلٌ*** لا، ولو مارسه ألف سنه
إنّما العلم
بعيدٌ غوره*** فخذوا من كلّ شيءٍ أحسنه
وروي
عن علي وابن عباس وابن مسعود وابن سيرين أنهم قالوا:" العِلْم أكثرُ من أن يُحاط
به، فخُذوا من كلِّ شيء أحسنه".
أو
( من عظيم شأنه لم تحوه) أي الله تعالى، لم تحو القلوب معرفته وتعظيمه ومشاهدة
مطالع جلاله ومعاقد كماله في العلم بصفاته وآثارها في خلقه.
[4] - (ضمير الشان) هو ضمير القصة وسيأتي اللاكم عليه
إن شاء الله.
(
وضمير) ، و(أعربت) من حسن التمثل.
بالألحان:
أي باللغات،،،.
[5] - (أفصح
الخلائق) بلا شك ولا مرية ، وفيه قوله ( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش وتربيت في
بني سعد)، ولم أقع له على إسناد.
[6] -
(الآل) هم المناصرون على الدين، على المعنى الأعم، وعلى الخاص: من حرم الصدقة بعده
صلى الله عليه وسلم، وعلى الأخص: أصحاب الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان
الله عليهم.
والآل
في اللغة: الأهل، ولا تضاف إلا للعلية من الناس فلا يقال: آل الحجام ولا آل
الحائك. وتضاف إلى الضمير على الأصح كما قال عبد المطلب:
وانصر على آل
الصليب *** وعابديه اليوم آلك
والأصحاب:
الصاحب تطلق على كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم ومات على الإيمان وإن تخللت
ذلك ردة على الأصح.
والإعراب:
للقرآن أمر جامع لتقويم اللسان بتصويب النطق به على ألحان العرب، مع معرفة غريبه،
وإقامة حروفه وحدوده.
[7] - حفظ
اللسان العربي واجب على الكفاية تعلمًا وتعليمًا ، ومنه ما هو واجب على الأعيان
كتعلم النطق بالأذكار الواجبة في الصلاة ونحو ذلك، ويأثم أهل محلة إذا لم جهلوا
علم النحو بالكلية ولم يوجد فيهم من يفتي فيه ويجيب المسائل المشكلة في القرآن
والسنة، وهذا على خلاف بينهم في تقديره ووصفه قال بعضهم إذا وجد من يفتي في ذلك
قريبًا من المحلة الجاهل أهلها لا يأثمون وقيل بل يأثمون ما دامت بيهم وبين من
يفتيهم قدر ما تقصر فيه الصلاة ،،،،،وكلام آخر مبسوط.
[8] - إذ هو
كما يقولون ( علم شهر لدهر) ، أو هو العلم المستطيل الذي له في كل علم سهم، ولا
يستغنى عنه أهل فن.
[9] - هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي
المتوفى سنة 723هـ ، وآجروم تعنى الفقير الصوفي.
[10] - أجلة
جمع جليل كأذلة وذليل، والجليل هو ذو الخطر في أي شيء وهنا مخصوص بأجلة أهل العلم.
[11] -
(الريا) هو الرياء وهذا من باب قصر الممدود وهو محمود، وأجمعوا على جوازه للضرورة.
واخاتفوا في جواز مد المقصور على ثلاثة أقوال:
الجواز مطلقا،ً والمنع مطلقا،ً
والتفصيل بين ما يخرج إلى عدم النظير فيمتنع، وما لا فيجوز كما أن الأقوال الثلاثة
في منع صرف المصروف للضرورة.
[12] - قال الثعالبي في فقه اللغة:" اللَّفْظُ الرَّمْيُ
بِشَيْءٍ كَانَ في فِيكَ
المَجُّ
الرَّمْيُ بالرِّيقِ. التَّفْلُ أَقَلُّ مِنْهُ. النَفْثُ أقلُّ مِنْهُ. النَّبْذُ
الرَّمْيُ بالشَّيْءِ مِنْ يَدِكَ اَمَامَكَ أَوْ خَلْفَكَ ( ولمّا وَرَدَ قُتَيْبَةُ
بنُ مُسْلِمِ خُرَاسَانَ قَالَ لأَهْلِهَا : مَنْ كَانَ فِي يَدِهِ شَيْءٌ مِن مَالِ
عَبْدِ اللهّ بنِ أبي خَازِم فلْيَنْبذْهَُ فانْ كَانَ في فِيهِ فلْيَلْفِظْهُ فإنْ
كَانَ فِي صَدْرِهِ فَلْيَنْفِثْهُ فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِ مَا فَصَّلَ وَقَسَّمَ)".
والقرينة على أن المجَّ أعظم من التفل التشديد
الواقع في الكلمة، وهذا مقرر في علم الأصول اللغوية.
والنبذ يكون باليد والرجل قال أبو الأسود:
نظرت
إلى عنوناه فنبذته *** كنبذك نعلًا أخلقت من نعالكا
وهو شاهد على احتمال المعنيين.
والرمي باليد يسمى قذفًا كذلك، قال تعالى(أَنِ اقْذِفِيهِ
فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ)[طه:39].
واللفظ في كلام الناظم خاص بإخراج الأحرف من
الفم دون غيرها.
قال ابن هشام:" المراد باللفظ الصوت المشتمل
على بعض الحروف سواء دل على معنى كزيد أم لم يدل كديز مقلوب زيد".
(مفيد) الدال على معنى بخلاف المهمل غير المفيد
لمعنى كما تقدم هذا في الكلمة المفردة، أما في الكلام فالمراد بالإفادة فيه: تقرير
معنى يحسن السكوت عليه.
والكلم: هو ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر، أفاد
معنى يحسن السكوت عليه أو لم يفد.
والإسناد: هو التحدث بشيء عن شيء أو حكاية شيء
عن شيء كما تقول: زيد فاضل، وقام عمرو، واستقم.
تحدثت عن زيد بالفضل، وعن عمرو بالقيام، وعن
المضمر المخاطب بالأمر بالاستقامة.
(الكِلْمَةُ) أو الكَلِمَةُ أو الكَلْمَةُ
كالسدرة والنبقة والتمرة وزنًا وهي في اللغة الجملة المفيدة قال تعالى(كَلا إِنَّها
كَلِمَةٌ هُوَ قَائلُها) إشارة إلى قوله(رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّيَ أَعْمَلُ صَالِحاً
فِيما تَرَكْتُ).
(المفرد) الذي لا يدل جزؤه على جزء معناه، مثل
الزاي في زيد على يدل على جزء المعنى، وكذلك الياء والدال.
هذا بخلاف أحد الجزئين في المركب المزجي أو
الإضافي أو الإسنادي كبعلبك وحضر موت في الأول، وعبد الله وأم عمرو في الثاني،
وزيد فاضل وعمرو نابه في الثالث.
وكذلك المركب العددي، والاتباعي في نحو (خمس
عشرة) في الأول، و(أبو حفص عمر)، و(زيد وعمرو) ، و(قريش جميعها)، (زيد الفاضل)
ونحوها في الآخر.
في كل ذلك المركب يدل جزؤه على جزء معناه.
[13] - قدم الاسم والفعل وعطف الحرف
عليهما بما يفيد التراخي ترتيبًا للأهمية والاستعمال في اللغة وإن كان معنى (ثم ) معنى الواو هنا وقال ابن
مالك:
كلامنا
لفظ مفيد كاستقم *** واسم وفعل ثم حرف الكلم
قال الأشموني:" ثم في قوله ثم حرف بمعنى الواو
إذ لا معنى للتراخي بين الأقسام. ويكفي في الأشعار بانحطاط درجة الحرف عن قسيمية ترتيب
الناظم لها في الذكر على حسب ترتيبها في الشرف ووقوعه طرفاً". والكلم ما
مركبًا من ثلاث كلمات فأكثر أفاد أو لم يفد.
ودليل هذا التقسيم:
§ الاستقراء وقد أجمعوا
على ذلك ، وقال أبو حيان: زاد أبو جعفر بن صابر قسمًا رابعًا سماه الخالفة ، وهو
اسم الفعل". وهذا خلاف لا يعتد به.
§ الأثر : روي عن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، نقله أبو القاسم الزجاج في أماليه بسنده.
§ الدليل العقلي: ولهم في
شرحه عبارات منها قول ابن معط: أن المنطوق به إما يصح الإخبار عنه وبه، وهو الاسم.
وإما أن يصح الإخبار به لا عنه وهو الفعل. وإما ألا يصح الإخبار عنه ولا به وهو
الحرف. وكذلك يقولون: أن المعبر عنه إما أن يكون ذاتًا فهو الاسم، أو حدثًا وهو
الفعل، أو واسطة بينهما وهو الحرف.
[14] - (قم) قول مركب والتقير ( قم أنت) وفاعل فعل الأمر المسند إلى الواحد
واجب الاستتار نحو قم واستقم وارحل.
(وقد) قد الحرف المعروف ويأتي للتحقيق كقول
الله تعالى(قد سمع الله)، ويشوبه معنيان آخران التقريب والتوقع احيانًا كقول
المؤذن: قد قامت الصلاة ، وقد تأتي للتقليل كقولك: قد يصدق الكذوب.
ووجه قول الناظم أن قد تضاف إلى فعل فيكون
المركب كلامًا.
[15] - الاسم له علامات كثيرة ، قال السيوطي في الأشباه
والنظائر(2/8):"تتبعنا جميع ما ذكره الناس في علامات الاسم فوجدناها فوق
ثلاثين علمة". وقال بعضهم: تربو على الأربعين. والتحقيق: أنها كثيرة جدًّا
وتتبع علامات الاسم جميعها يقتضي الإحاطة بجميع ما يدخل في ماهيته وما يطرأ عليه
ويختص به نحويًّا وصرفيًّا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق