{أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ
وَمَا يُعْلِنُونَ}(البقرة-77).
(أولا) الهمزة استفهامية، والواو
استئنافية، و(لا) نافية.
(يعلمون)
فعل وفاعل.
(أن
الله يعلم) مصدر مؤول سد مسد مفعولي (يعلمون).
(ما
يسرون) (ما) مصدرية أو موصولة.
{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ
الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ}(البقرة-78).
جملة (لا يعلمون الكتاب): صفة (أميون) في محل رفع.
(أماني): مستثنى منقطع منصوب.
قال شيخ الإسلام رحمه الله([1]):"
و أما النوع الثانى: الجهال فهؤلاء الأميون الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني و إن
هم إلا يظنون فعن ابن عباس و قتادة فى قوله {ومنهم أميون} أي غير عارفين بمعاني الكتاب
يعلمونها حفظًا و قراءةً بلا فهم ولا يدرون ما فيه و قوله {إلا أمانى} أي تلاوة فهم
لا يعلمون فقه الكتاب إنما يقتصرون على ما يسمعونه يتلى عليهم قاله الكسائي والزجاج
وكذلك قال ابن السائب لا يحسنون قراءة الكتاب و لا كتابته إلا أمانى إلا ما يحدثهم
به علماؤهم وقال أبو روق و أبو عبيدة أي تلاوة و قراءة عن ظهر القلب و لا يقرأونها
فى الكتب ففي هذا القول جعل الأماني التى هي التلاوة تلاوة الأميين أنفسهم و في ذلك
جعله ما يسمعونه من تلاوة علمائهم وكلا القولين حق والآية تعمهما؛ فإنه سبحانه و تعالى
قال {لا يعلمون الكتاب} لم يقل لا يقرأون و لا يسمعون ثم قال {إلا أماني} و هذا استثناء
منقطع لكن يعلمون أمانى إما بقراءتهم لها و إما بسماعهم قراءة غيرهم و إن جعل الاستثناء
متصلًا كان التقدير لا يعلمون الكتاب إلا علم أماني لا علم تلاوة فقط بلا فهم و الأماني
جمع أمنية و هي التلاوة.
ومنه قوله تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا
تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله
عليم حكيم} قال الشاعر:
تمنىّ كتابَ اللهِ
أولَ ليلةٍ *** و آخرَها لاقى حِمامَ المقادرِ
و الأميون نسبة الى
الأمة قال بعضهم الى الأمة وما عليه العامة فمعنى الأمي العامي الذي لا تمييز له.
وقد قال الزجاج هو على خلق الأمة التى لم تتعلم فهو على جبلته
و قال غيره هو نسبة الى الأمة لأن الكتابة كانت فى الرجال دون النساء و لأنه على ما
و لدته أمه.
والصواب أنه نسبة الى
الأمة كما يقال عامي نسبة الى العامة التى لم تتميز عن العامة بما تمتاز به الخاصة
و كذلك هذا لم يتميز عن الأمة بما يمتاز به الخاصة من الكتابة والقراءة و يقال الأمي
لمن لا يقرأ و لا يكتب كتابا ثم يقال لمن ليس لهم كتاب منزل من الله يقرأونه و إن كان
قد يكتب و يقرأ ما لم ينزل و بهذا المعنى كان العرب كلهم أميين فإنه لم يكن عندهم كتاب
منزل من الله"انتهى
(وإن
هم إلا يظنون): إن: نافية. (هم) مبتدأ. (إلا) للحصر. (يظنون) خبر جملة فعلية في
محل رفع لـ(هم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق