قتلى الهوى قصة تعاد كثيرا

قصيدة
"قتلى الهوى قصة تعاد كثيرا !"


"منذ آلاف السنين:
أحب رجل حتى بلغ به الحب المنتهى، ولم يجد عند من يهوى صدى، فاقتلع قلبه وجعله نعلين، سار بهما ألف عام إلى دروب بعيدة موحشة، حتى هلك لم يعلم به أحد سوى ربه"

القصيدة

ذات عام قبل آلاف السنين
كان في خلق الإله الطيبين

رجل حر وصب بامرأه
يكتم الحب ويخفي نبأه

يستقل الليل سهدا وضنى
ويضيع العمر وجدا ومنى

كابد الأشواق من غير معين
وأناخ القلب في ساح الجنون

وأحز السير في درك المحال
وابتني قصرا رقيقا من خيال

هكذا ظل شهورا وسنين
ثم أضنته ملحات الحنين

فشكا بثا وجرحا نكأه
للتي منها الحشا قد ملأه

فأجابته جوابا آلمه
كان جرحا باللظي قد حسمه

ضاق بالعيش وقد مل الدموع
واشتهى تمزيق ما بين الضلوع

قسم القلب إلى نعلي رحيل
واستلذ السير في درب طويل

يوطئ النعلين أشواك النوى
عله ينسى تباريح الجوى

ظل يمضى والحشا شاك ذبيح
ألف عام دونما أن يستريح

مات في قفر ضبابي الغيوم
كفنته الريح أثواب الهموم

صلت الذكرى عليه في خشوع
وطواه الوجد في لحد وسيع

وطفا النعلان من فوق التراب
يذكران ما جرى حتى الحساب

يحكيان قصة الحر المصون
من ثوى في اللحد موؤد الحنين

كم قتيل بالهوى كنا نراه
مات لا يدري به غير الإله

بمداد
وليد الأموي
١٤ ١١ ٢٠١٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق