الأربعين في لغة الصادق الأمين


الأَرْبَعِينَ
 فِي لُغَةِ الصَّادِقِ الأَمِينِ
( صلى الله عليه وسلم )


جَمَعَها وَعَلَّق عَلَيهَا

وليد بن حسني بن بدوي بن محمد الأموي
عَفَا اللهُ عَنْهُ


مُقَدِّمَةٌ
بِسمِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، والصلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاه، أَمَّا بَعْدُ:
فهذه أربعونَ حديثًا ثابتًا مقبولًا من سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ جَمَعْتُهَا فِي صِفِةِ لُغَتِهِ وَمَنْطِقِهِ وَكَلامِهِ وَمَا يُعْجِبُهُ مِنَ الكَلامِ وَمَا لا يُعْجِبُهُ، وَمَهَمَّاتٍ أُخْرَى كَثِيَرةٍ.
حَرِصْتُ فِيهَا عَلَى اختِيارِ الأحاديثِ الجامِعَةِ كَثيرَةِ النَّفْعِ، جَلِيلَةِ الوَقْعِ، وانتقَيتُهَا انتقاءً بليغًا فجاء أكثرُها في أعلى درجات الصِّحَةِ، وَلَمْ أَضَعْ فيها حديثًا ضعيفًا وإنْ كان شَدِيدَ المُنَاسَبَة لِأَنْ ُيوضَعَ فِيهَا.
وَأَسْأَلُ اللهَ أنْ يَتَقَبَّلَ مِنِّي هذهِ الرِّسَالَةَ، وَأَنْ يَجْعَلَ جَمْعِي إيَّاها خَالصًا لوجْهِهِ لَيْسَ فيهِ لِأَحَدٍ حَظٌ وَلَا شِرْكٌ.
وأسألُهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا مَنْ قَرَأَهَا أَوْ حَفِظَهَا؛ إنَّه أكرمُ مَن أَعْطَى وَخَيْرُ مَنْ سُئِلَ.
وَصَلّىَ اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
وَاللهُ أَعْلَمُ.



بابُ إخبارِهِ أنَّهُ أُوتِيَ جَوامِعَ الكَلِمِ

(1)    حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ". رواه أحمد([1]).
وقال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-([2]): وهو إسناد جيد قويعلى شرط مسلم.
(2)    حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، قَالَ :" وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ أُعْطِىَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ بِخَوَاتِمِهِ".
قلت:رواه مسلم([3]).
(3)    حديث أَبِى هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:" بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ".وفي زيادات ضعيفة في المختارة وغيرها أنه قال :" واختُصِرَ لي الحديث اختصارًا".
قلت:رواه مسلم([4]).


بابٌ في بَعضِ جَوامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ

(4)            حديث تميم الداري -رضي الله عنه-،قال :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الدين النصيحة".
قلت:رواه مسلم([5]).
(5)    حديث عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ –رضي الله عنه-،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الْحَجُّ عَرَفَةُ".أخرجه أحمد([6]) في المسند بسند صحيح.


بابٌ في إعادتِهِ الكلمةَ ثلاثًا لتُعْقَلَ عَنْهُ

(6)    حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-، قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيدُ الكلمةَ ثلاثًا لتُعْقَلَ عَنْهُ ».رواه الترمذي في الشمائل، وقال الألباني:"صحيح"([7]).
(7)    حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ –رضي الله عنه-، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" أَلَا هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ثَلَاثَ مِرَارٍ".رواه أحمد في مسنده([8]).


بابٌ في تفسيرِهِ كلامَهُ وَتَرْكِهِ السَّرْدَ

(8)    حديث عائشة – رضي الله عنها-، قالت : « ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسْرُدُ سَرْدَكُم هذا ، ولكنَّه كان يتكلمُ بكلامٍ بَيِّنٍ فَصْلٍ ، يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إليهِ ».رواه الترمذي في الشمائل المحمدية، وقال الألباني :"صحيح"([9]).
وقال ابن قتيبة([10]):" السَّرْد هو المُتابعة ،ومنه: قيل : فلان يسْرد الصوم، أَي: يُتَابعُه. وقال الشَّمَّاخ :
..............................*** كما تابَعَت سَرْد العِنان الخَوارِزُ"اهـ


بابٌ في فصاحتِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَبِيَانِهِ

(9)    حديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال على المنبر:" غِفَارُ، غَفَرَ اللهُ لَهَا وَأَسْلَمُ، سَالَمَهَا اللهُ وَعُصَيَّةُ، عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ".متفق عليه([11]).
وقال ابن حجر([12]):" وقع في هذا الحديث من استعمال جناس الإشتقاق ما يلذ على السمع لسهولته وانسجامه وهو من الإتفاقات اللطيفة"اهـ

بابٌ في إتيانِه بكلامٍ لَمْ يُسْبَقْ إليهِ

(10)  حديث العَبَّاسٌ-رضي الله عنه-قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَذَا حِينَ حَمِىَ الْوَطِيسُ ». رواه مسلم([13]).
(11)  حديث ابْنِ عُمَرَ-رضي الله عنهما-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ".رواه أحمد([14]).
ومن ذلك أيضًا : قوله صلى الله عليه وسلم ( مات حتف أنفه ) ؛ قال ابن عتيك: لم أسمعها من أحد من العرب قبله . رواه أحمد([15]) وفيه محمد بن إسحق وهو مدلس وقد عنعن ، وبقية رجاله ثقات.
(12)  حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ".رواه أحمد([16]).

بابٌ في كلامِهِ بغيرِ لُغَةِ قُرَيْشٍ

(13)  حديث كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَشْعَرِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ السَّقِيفَةِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ".رواه أحمد([17]).

بابٌ في كلامِهِ بغيرِ العَرَبِيَّةِ أَحْيانًا

(14)  حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، قال: قلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر فصاح النبي صلى الله عليه و سلم فقال:" يا أهلَ الخَنْدَقِ إن جابرًا قد صنع سَوْرًا فحيَّ هَلَا بِكُمْ ". والسور هو الطعام الذي يدعى إليه ، وهي فارسية أو حبشية.والحديث رواه البخاري([18]).
(15)  حديث أم خالد بنت خالد بن سعيد-رضي الله عنها- قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أبي وعلي وقميص أصفر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"سَنَهْ سَنَهْ". سنه سنه بالفتح :(حسن) بالحبشية.رواه البخاري([19]).



بابٌ في أنَّ أبْغَضَ الحَدِيثِ إليهِ الشِّعْرُ

(16)  حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا، خير له من أن يمتلئ شعرًا".
قلت: رواه مسلم([20]) .
(17)  حديث عائشة-رضي الله عنها-: عن أبي نوفل قال: سألتُ عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر؟ فقالت: كان أبغض الحديث إليه.
قلت:رواه أحمد([21]).

بابٌ في تَمَثُّلِهِ بالشِّعْرِ

(18) حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ التُّرابَ، وَقَد وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:
لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا *** وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْنَا *** وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
إِنَّ الأُلَى قَد بَغَوْا عَلَيْنَا*** إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا

قلت:متفق عليه([22]) .

بابٌ في حِرْصِهِ عَلَى قَولِ مَا يُفْهَمُ عَنْهُ

(18)  حديث أَبَي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه-،قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِى فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «كِخْ كِخْ ارْمِ بِهَا أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ».
قلت: متفق عليه([23]).

بابٌ في أمثالِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ

(20)  حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ إِلاَّ بِالْخَيْرِ، إِنَّ هذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ، إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرَةِ، أَكَلَتْ، حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَمْسَ فَاجْتَرَّتْ وَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ؛ وَإِنَّ هذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ، وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ؛ وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ".[متفق عليه]،والشاهد قوله(وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ) هكذا قال الأدباء ومؤلفو الأمثال.
قلت : متفق عليه([24]).
(21)  حديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- أنه قال: قدم رجلان من المشرق، فخطبا ،فعجب الناس -يعني لبيانهما-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من البيان لسحرًا".رواه أبو داود([25]).
وقال القرطبي([26]):" يحتمل أن يكون مدحًا كما تقوله طائفة، ويحتمل أن يكون ذمًا للبلاغة. وهذا الأصح ؛ لأنها تصوب الباطل حين يوهم السامع أنه حق كما قال: "فلعل بعضكم أن يكون ألحن لحجته من بعض" فاقتضى له، الحديث".ووافقه ابن كثير وابن عبد الهادي([27]) وابن عبد الوهاب([28]).

(22)  حديث أبي موسى-رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ، أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تَنْبتُ كَلأَ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ".
قلت :متفق عليه([29]). قال الشيخ مقبل([30]): حديث مسلسل باليمنيين!

(23)  حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-،قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"مثَلِي ومثَلُكُمْ كَمَثَل رجُلٍ أَوْقَدَ نَاراً فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَراشُ يَقَعْنَ فيهَا وهُوَ يذُبُّهُنَّ عَنهَا وأَنَا آخذٌ بحُجَزِكُمْ عَنِ النارِ ، وأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ منْ يَدِي".
قلت: متفق عليه([31]).

بابٌ في وُقُوعِ الكِنَايةِ وَنَحْوِهَا في كلامِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ

(24)  حديث عائشة -رضي الله عنها-،قالت: أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّنَا أَسْرَعُ بِكَ لُحُوقًا قَالَ:"أَطْوَلُكُنَّ يَدًا"، فَأَخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا فَعَلِمْنَا بَعْدُ، أَنَّمَا كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَّقَةُ، وَكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا بِهِ، وَكَانَتْ تُحِبُ الصَّدَقَةَ.
قلت : متفقٌ عليه([32]) .



بابٌ في كراهيتِهِ السَّجْعَ

(25)  حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-،قال: قَضى فِي امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ اقْتَتَلَتَا، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بَحَجَرٍ، فَأَصَابَ بَطْنَهَا وَهِيَ حَامِلٌ، فَقَتَلَتْ وَلَدَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَضى أَنَّ دِيَةَ مَا فِي بَطْنِهَا غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ؛ فَقَالَ وَلِيُّ الْمَرْأَةِ الَّتِي غَرِمَتْ: كَيْفَ أَغْرَمُ، يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ لاَ شَرِبَ وَلاَ أَكلَ، وَلاَ نَطَقَ وَلاَ اسْتَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ بطَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّمَا هذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكهَّانِ".
قلت: متفق عليه([33]).
وفي زيادة عند مسلم وأحمد في المسند :" إِنَّمَا هُوَ مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الَّذِي سَجَعَْْْْ".

(26)  حديث المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أسجع كسجع الأعراب ؟!. رواه مسلم([34]).


بابٌ في وُقُوعِ السَّجْعِ فِي كلامِهِ دُونَ تَكَلُّفِهِ إيَّاهُ

(27)   حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ، سبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ".
قلت: متفق عليه([35]).
(28)  حديث المغيرة بن شعبة-رضي الله عنه - قال:قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ".
قلت: متفق عليه([36]).

(29)  حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-، قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْر، وقال أحسبه فَطِيمٌ وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغيْرُ!- نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ-.
قلت: متفق عليه([37]).


بابٌ في ذَمِّهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- للبلاغَةِ وَتَشْقِيقِ الكلامِ

(30)  حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون".

قلت :رواه الترمذي([38])،وحسنه الألباني([39]).

(31)  حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة".
قلت : رواه الترمذي([40])،وحسنه الألباني([41]).

بابٌ في تَفْسِيرِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ مِنَ الغَرِيبِ

(32)  حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء،علم ذلك من علمه وجهل ذلك من جهله،إلا السام".قالوا: يا نبي الله وما السام؟ قال: "الموت".
قلت: رواه البرزار([42])، والطبراني في الكبير([43]) والأوسط([44])، وصححه الألباني في الصحيحة([45]).

(33)   حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" و الذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و البخل و يخون الأمين و يؤتمن الخائن و يهلك الوعول ويظهر التحوت فقالوا : يا رسول الله و ما الوعول و ما التحوت؟ قال: "الوعول وجوه الناس و أشرافهم و التحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم".
قلت: رواه الحاكم في المستدرك([46]) والطبراني في الأوسط([47])، وابن حبان في صحيحه([48])، وصححه الألباني في الصحيحة([49]).

(34)  حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-:أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال:"إنَّ بين يدي الساعة سنين خداعة يُصَدَّقُ فيها الكاذبُ ويُكَذَّبُ فيها الصادقُ ويُؤتَمَنُ فيها الخائنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَةُ . قيل : وما الرُّوَيْبِضَةُ . قيل : المَرْءُ التافهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العِامَةِ".
قلت: رواه أحمد في المسند([50]) ، وصححه الألباني في الصحيحة([51]).

بابٌ في تَكَلُّمِهِ بالغَرِيبِ أحيانًا

(35)       حديث عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ:" كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ".
قلت: رواه أحمد في المسند([52]).
(36)  حديث سمرة بن جندب-رضي الله عنه-قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِنَّهُ أَتَانِي، اللَيْلَةَ، آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي: انْطَلِقْ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ([53]) رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ([54]) الْحَجَرُ ههُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ، فَيَاْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى.

 قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللهِ مَا هذَانِ ؟! قَالَ: قَالاَ لِي: انْطَلِقْ قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ، بِكَلُّوبٍ([55]) مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ([56]) شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمِنْخَرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ قَالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولى.

 قَالَ: قُلْتُ سُبْحَانَ اللهِ مَا هذَانِ؟! قَالَ: قَالاَ لِي: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ([57])، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ قَالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضوْا([58]).

قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هؤُلاَءِ ؟ قَالَ: قَالاَ لِي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ.
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبح، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ([59]) لَهُ فَاهُ، فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا.

قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هذَانِ ؟ قَالَ: قَالاَ لِي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ.
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ، كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً، مَرْآةً؛ وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا([60]) وَيَسْعى حَوْلَهَا.
قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هذَا ؟!
قَالَ: قَالاَ لِي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ([61])، فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طُوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هذَا مَا هؤُلاَءِ ؟!
قَالَ: قَالاَ لِي: انْطَلِقْ، انْطَلِقْ .
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ؛ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ.
قَالَ: قَالاَ لِي: ارْقَ فِيهَا.
قَالَ: فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ، بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ، فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا، فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ، شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ .

قَالَ: قَالاَ لَهُمُ: اذهَبُوا فَقَعُوا فِي ذلِكَ النَّهَرِ.
قَالَ: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ([62]) فِي الْبَيَاضِ فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا، قَد ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ.
قَالَ: قَالاَ لِي: هذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهذَا مَنْزِلكَ.
قَالَ: فسَمَا بَصَرِي صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ([63]) قَالَ: قَالاَ لِي: هذَاكَ مَنْزِلُكَ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا، ذَرَانِي فَأَدْخلَهُ قَالاَ: أَمَّا الآنَ فَلاَ وَأَنْتَ دَاخِلُهُ.

قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟
قَالَ: قَالاَ لِي: أَمَا إِنّا سَنُخْبِرُكَ أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ([64])، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ،وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ.

وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ، الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي.
 وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا.
وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ، الَّذِي عِنْدَ النَّارِ، يَحُشُّهَا وَيَسْعى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ، خَازِنُ جَهَنَّمَ.
وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم.
وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ.
قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ .
وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا، شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُمْ".
قلت:متفق عليه([65]).


بابٌ في تَرْكِهِ الفُحْشَ مِنَ القَوْلِ

(37)  حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه-قال:"لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا".
قلت:متفق عليه([66]).
(38)  حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-:قال:" خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ وَلاَ: أَلاّ صَنَعْتَ".
قلت: متفق عليه([67]).

بابُ فَضِيَلةِ مَنْ َسَبَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْلِمٌ

(39)       حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللّهُمَّ! فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ، يَوْمَ القِيَامَةِ».
قلت:متفق عليه([68]).
(40)       حديث جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-:سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز و جل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاةً وأجرًا".
قلت: رواه مسلم([69]).
تَمَّتْ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى




المَرَاجِعُ

1.    البداية والنهاية، إسماعيل بن عمر بن كثير، بيروت، مكتبة المعارف.
2.    الجامع لأحكام القرآن، محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الخزرجي القرطبي، لبنان، دار إحياء التراث.
3.    السلسلة الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، الرياض، مكتبة المعارف.
4.    الصحاح في اللغة، إسماعيل بن حماد الجوهري أبو نصر الفارابي.
5. الكبائر، محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي، الطبعة الثانية، المملكة العربية السعودية، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
6. المعجم الأوسط، سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق طارق بن عوض الله وعبد المحسن بن إبراهيم المحيسني، القاهرة، دار الحرمين.
7. المعجم الكبير، سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية، الموصل، مكتبة العلوم والحكم.
8. المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية.
9. النهاية في غريب الحديث والأثر، المبارك بن محمد أبو السعادات الجزري، تحقيق طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، بيروت، المكتبة العلمية.
10.       تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للطبع والنشر.
11.       جمهرة الأمثال، الحسن بن عبد الله بن سهل أبو هلال العسكري، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، دار الفكر.
12.                       رياض الصالحين، محي الدين بن شرف النووي، تحقيق ماهر ياسين الفحل.
13.       سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
14.       سنن الترمذي، محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين، بيروت، دار إحياء التراث.
15.       صحيح ابن حبان، محمد بن حبان البستي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثانية، مؤسسة الرسالة.
16.       صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق مصطفى ديب البغا، بيروت، الطبعة الثالثة، دار ابن كثير.
17.       صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث.
18.                       غريب الحديث، أبو عبيد القاسم بن سلام، الطبعة الأولى ، حيدرأباد الدكن.
19.                       غريب الحديث، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق عبد الله الجبوري، بغداد، مطبعة العاني.
20.                       فتح الباري بشرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، بيروت، دار المعرفة.
21.                       فضل علم السلف على علم الخلف، عبد الرحمن بن رجب الحنبلي، القاهرة، دار المنهاج.
22.       مجمع الأمثال، أحمد بن محمد أبو الفضل الميداني النيسابوري، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، بيروت، دار المعرفة.
23.                       مختصر الشمائل المحمدية، محمد ناصر الدين الألباني، عمان، المكتبة الإسلامية.
24.       مسند أحمد، أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين، الطبعة الثانية، بيروت، مؤسسة الرسالة.
25.                       مسند البزار، أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري.



[1] - مسند أحمد ( 12/ 366 ح 7403 ، 15/ 440 ح 9705).
[2] - البداية والنهاية (4/ 102 ).
[3] - صحيح مسلم ( 3/ 1585 ح 2001 ).
[4] - صحيح مسلم (1/ 371 ح 523).
[5] -  صحيح مسلم (1/74 ح 55 ).
[6] - مسند أحمد ( 31/ 64 ح 18774 ).
[7] - مختصر الشمائل : ح 192 .
[8] - مسند أحمد (6/167 ح 3655).
[9] - مختصر الشمائل : ح 191 .
[10] - غريب الحديث ( 2/ 452-453 ).
[11] - البخاري مع الفتح ( 6/ 544 ) ، ومسلم ( 1/470 ح 679 ).
[12]  - فتح الباري (6 / 544 ) .
[13] - صحيح مسلم (3/ 1398 ح 1775 ).
[14]  - مسند أحمد (10/ 175 ح 5964 ).
[15] - مسند أحمد(26/ 340 ح 16414 ).
[16] - مسند أحمد (13/ 319 ح 7935 ، 16/ 482 ح 10824 ).
[17] - مسند أحمد (39/ 84 ح 23679 ).
[18] - صحيح البخاري ( 3/ 1117 ح 2905 ، وح 3876 ).
[19] - صحيح البخاري (3/ 1117 ح 2906 ).
[20]  - صحيح مسلم (4 / 1769 ح 2257 و 2258 ).
[21] - مسند أحمد (41 / 475 ح 25020 ، 42 / 76 ح 25150 ، 42 / 358 ح 25554).
[22] -  صحيح البخاري (3 / 1043 ح 2682 ، ومواضع أخرى : 2870 ، 3878 ، 3880، 6246 ، 6809 )، ومسلم ( 3/ 1430 ح 1803 ،ح 1807).
[23] -  صحيح البخاري(2 / 542 ح 1420 ، 3 / 1118 ح 2907 ) ، وصحيح مسلم (2 / 756 ح 1069 ).
[24] - صحيح البخاري (3 / 1045 ح 2687 ، 5 / 2362 ح 6063 ) ، وصحيح مسلم (2/727 ح 1052).
[25] - سنن أبي داود (2 / 720 ح 5007 ).
[26]  - نقله ابن كثير عنه في تفسيره بمعناه ( 1/ 373 ) ، وأصله في تفسير القرطبي(2/45).
[27]  - فضل علم السلف على علم الخلف .
[28]  - الكبائر :ص 69 .
[29] -  صحيح البخاري (1 / 42 ح 79 ) ، وصحيح مسلم (4/ 1787 ح 2282 ).
[30]  - شريط ( الحث على طلب العلم ) .
[31] - صحيح البخاري (3/ 1260 ح 3244 ، 5 / 2379 ح 6118 ) ، ومسلم (4 / 1789 ح 2284 ).
[32] - صحيح البخاري (2 / 515 ح 1354 ) ، وصحيح مسلم (4/ 1907 ح 2452 ).
[33] - صحيح البخاري (5/ 2172 ح 5426 ، 5/ 2172 ح 5427 ) ، وصحيح مسلم (3/ 1309 ح 1681 ).
[34]  - صحيح مسلم (3/ 1310 ح 1682 ).
[35]  -  صحيح البخاري (5/ 2352 ح 6043 ، 6/ 2459 ح 6304 ، 6/ 2749 ح 7124) ، وصحيح مسلم (4/ 2072 ح 2694).
[36]  - صحيح البخاري (2/ 848 ح 2277 ، 5/ 2375 ح 6108 ) ، وصحيح مسلم (3/ 1340 ح 593).
[37] - صحيح البخاري (5/ 2270 ح 5778 ، 5/ 2291 ح 5850 ) ، وصحيح مسلم (3/ 1692 ح 2150).
[38] - سنن الترمذي(4/ 370 ح 2018 ) .
[39] -  السلسلة الصحيحة (2/ 418 ح 791).
[40]  - سنن الترمذي (5/ 141 ح 2853 ).
[41] - السلسة الصحيحة(2/ 540 ح 880).
[42]  - مسند البزار : ح 2096.
[43]  - المعجم الكبير (9/197 ح 8988 ) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
[44]  - المعجم الأوسط (2/157 ح 1564، 3/75 ح 2534 ، 4/97 ح 3699 ، 5/32 ح 4593).
[45] - السلسة الصحيحة (4/207 ح 1650 ).
[46] - المستدرك(4/590 ح 8644 ) وإسناده مسلسل بالمدنيين.
[47] - المعجم الأوسط (4/121 ح 3767 ) .
[48]  - صحيح ابن حبان (15/258 ح 6844).
[49] - السلسة الصحيحة (8/218 ح 3211).
[50]  - مسند أحمد (13/291 ح 7912 ، 14/171 ح 8459 ، 21/23 ح 13297).
[51] - السلسة الصحيحة (4/508 ح 1887 ، 5/321 ح 2253).
[52] - مسند أحمد (11/145 ح 6580 ، 585 ح 7010 ، 14/417 ح 8821 ، 16/351 ح 10598 ).
[53] - قال ابن الأثير في النهاية(1/636):" الثَّلْغ : الشَّدْخ . وقيل هو ضَرْبُك الشَّيء الرَّطْبَ بالشيء اليابس حتى يَنْشَدِخ"اهـ
[54] - قال ابن الأثير(2/354):" يتَدَحْرجُ".
[55] - قال ابن الأثير(4/384 ):" الكَلُّوب بالتشديد : حَديدة مُعْوَجَّة الرأس "اهـ
[56] - قال الجوهري في الصحاح(مادة شرشر) :" شرشرةُ الشيء: تشقِيقهُ وتقطيعه. قال أبو زُبيد يصف الأسد:
يَظَلُّ مُغِبّاً عنده من فَرائِسٍ *** رُفاتُ عظامٍ أو غَريضٌ مُشَرْشَرُ"اهـ
[57] - التنور : معروف ، وهو الفرن التي يخبز فيها ، ذكر الجواليقي والثعالبي  أنه فارسي معرب .
[58] - قال أبو عبيد في غريبه(2/26):" ضجوا وصاحوا، والمصدر منه الضوضاة غير مهموز"اهـ
[59] - قال ابن الأثير في النهاية(3/892):" في حديث الرؤيا [ فيَفْغُر فَاه فيُلْقِمُه حَجَراً ] أي يَفْتَحه"اهـ
[60] - قال النووي في رياضه(2/195):" يَحُشُّها: هُوَ بفتح الياءِ وضم الحاء المهملة والشين المعجمة ، أيْ : يوقِدُها "اهـ
[61] - قال النووي:" وْله : (( رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ )) هُوَ بضم الميم وإسكان العين وفتح التاء وتشديد الميم ، أيْ : وافية النَّباتِ طَويلَته "اهـ
[62] - قال النووي:" قَوْلهُ : (( المَحْضُ )) هُوَ بفتح الميم وإسكان الحاء المهملة وبالضَّادِ المعجمة ، وَهُوَ : اللَّبَنُ "اهـ
[63] - قال أبو عبيد فير غريبه(2/26):" وأما قوله: مثل الربابة البيضاء، فإنها السحابة التي قد ركب بعضها بعضا، وجمعها رباب"اهـ
[64] - قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/444) :"رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة ؛ لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه فلما رفض أشرف الأشياء وهو القرآن عوقب في أشرف أعضائه وهو الرأس".
[65] - صحيح البخاري (6/2583 ح 6640 )، وصحيح مسلم (4/1781 ح 2275).
[66] - صحيح البخاري (3/1305 ح 3366 ، 1372 ح 3549 ، 5/2243 ح 5682 ، 2243 ح 5682 ، 2245 ح 5688)، وصحيح مسلم(4/1810 ح 2321).
[67] - صحيح البخاري (5/2245 ح 5691 )، وصحيح مسلم (4/1804 ح 2309).
[68] - صحيح البخاري(5/2339 ح 6000) ، وصحيح مسلم (4/2007 ح 2601).
[69] - صحيح مسلم(4/2007 ح 2602).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق