(شيء من حقيقتي)
قالت لي:" قد أحببتك يافتى...".
فقلت لها: خير لك أن لا تحبيني فإنك لم تعرفيني بعد وقد لا تعرفينني أبدا..
وراحتك في جهلك بي..
أنا كيان محطم في هيئة بشر ونسق ممزق في مخايل رجل..
هل تحبين خيالا ذابلا أو ترومين نجما آفلا؟
إن الأرواح الحائرة والأنفس الشاردة لا تحب ولا حقيقة لها فلا تحبيني إذن!
إنما أنا جثة هامدة على شفا حفرة مظلمة يوشك أن أطبق جفني فأجدني في حضن لحد عميق...
خير لك أن لا تحبيني فما لك في نفع...
هل لعاقل منفعة في وريقة ذبلت وطيرت به الريح كل مطار حتى أضجعتها ملطخة على قارعة طريق بعيد لم تخطر فيه نسم ولا طرقته قدم...!
صدقيني لست فارسك المرتقب ولا مهديك المنتظر إنما أنا تناقضات متراكبة متفتتة لا ملاط بينها وبعجيب القدرة نشأت كبشر...
هل تصدقين إن قلت إني أتلمس جسدي أحيانا خشية أن أكون شبحا..
فاعجبي من رجل عرف الحق وليس لذاته حقيقة...
اعجبي مني ولا تحبيني!
إن البراهين التي أوزعها يمنة ويسرة لا أستطيع لإحدها سبيلا أن أقيمه كحجة لخاصة وجودي..
فمن أنا تراني؟ وهل لك إربة بعد في محبتي؟
أنا الضباب الذي تكرهينه في صباحات الشتاء القارس المطير...
أنا البحر الذي ترهبينه حال هياجه وقصفه فيدمر ويغرق...
وحال سكونه وموته فيخيف ويرهب...
أنا الرياح التي تخافينها في مقدمات الربيع تدمي خدود الزهور...
أنا الصواعق التي تخشينها في ليالي المصيف تردي قلوب الفحول...
أنا الروح المحلق منذ زمان بعيد فوق مهب الشكوك أو الجاثم منذ عصور بجب الظنون...
هل تبصرين الريش الرقيق بأفق رياح السموم؟ مسوقة هي أم سائقة؟ إنها لو تحققتها إياي!
أتصدقين لو قلت لك: إني أعرف نفسك أشد المعرفة وقد خبرتها أعمق الخبرة وأنت لا تعرفينني البتة وليس لك إلى معرفتي سبيل....
هل في خيالك أني فارس ضحوك على صهوة فرس ذلول؟
يجيء لقطفك كما يفعل بالورد الندي في إغفاءة عين الصباح...؟
صدقيني لست فارسا ولم أركب الخيل قط وقد لا يقدر لي مثل ذا..
وكذلك لا أحب الورود الندية ولا اليابسة...
سواء لدي التي في الصباح أو تلك التي في المساء...
أنا لا أحيا إلا في عالمي وهو رأسي الذي يعلو رقبتي..
إن كنت تحبينني فاسمعي وصيتي: إنما أنا جروح عميقة كلها قديم تليد وكلها يثغب دما فدعك مني فلست لك إنما أرجو أن أكون لي...
@ وليد الأموي @
(ليلة صيف وقد استبد بي حزن)
.................................
.................................
قالت لي:" قد أحببتك يافتى...".
فقلت لها: خير لك أن لا تحبيني فإنك لم تعرفيني بعد وقد لا تعرفينني أبدا..
وراحتك في جهلك بي..
أنا كيان محطم في هيئة بشر ونسق ممزق في مخايل رجل..
هل تحبين خيالا ذابلا أو ترومين نجما آفلا؟
إن الأرواح الحائرة والأنفس الشاردة لا تحب ولا حقيقة لها فلا تحبيني إذن!
إنما أنا جثة هامدة على شفا حفرة مظلمة يوشك أن أطبق جفني فأجدني في حضن لحد عميق...
خير لك أن لا تحبيني فما لك في نفع...
هل لعاقل منفعة في وريقة ذبلت وطيرت به الريح كل مطار حتى أضجعتها ملطخة على قارعة طريق بعيد لم تخطر فيه نسم ولا طرقته قدم...!
صدقيني لست فارسك المرتقب ولا مهديك المنتظر إنما أنا تناقضات متراكبة متفتتة لا ملاط بينها وبعجيب القدرة نشأت كبشر...
هل تصدقين إن قلت إني أتلمس جسدي أحيانا خشية أن أكون شبحا..
فاعجبي من رجل عرف الحق وليس لذاته حقيقة...
اعجبي مني ولا تحبيني!
إن البراهين التي أوزعها يمنة ويسرة لا أستطيع لإحدها سبيلا أن أقيمه كحجة لخاصة وجودي..
فمن أنا تراني؟ وهل لك إربة بعد في محبتي؟
أنا الضباب الذي تكرهينه في صباحات الشتاء القارس المطير...
أنا البحر الذي ترهبينه حال هياجه وقصفه فيدمر ويغرق...
وحال سكونه وموته فيخيف ويرهب...
أنا الرياح التي تخافينها في مقدمات الربيع تدمي خدود الزهور...
أنا الصواعق التي تخشينها في ليالي المصيف تردي قلوب الفحول...
أنا الروح المحلق منذ زمان بعيد فوق مهب الشكوك أو الجاثم منذ عصور بجب الظنون...
هل تبصرين الريش الرقيق بأفق رياح السموم؟ مسوقة هي أم سائقة؟ إنها لو تحققتها إياي!
أتصدقين لو قلت لك: إني أعرف نفسك أشد المعرفة وقد خبرتها أعمق الخبرة وأنت لا تعرفينني البتة وليس لك إلى معرفتي سبيل....
هل في خيالك أني فارس ضحوك على صهوة فرس ذلول؟
يجيء لقطفك كما يفعل بالورد الندي في إغفاءة عين الصباح...؟
صدقيني لست فارسا ولم أركب الخيل قط وقد لا يقدر لي مثل ذا..
وكذلك لا أحب الورود الندية ولا اليابسة...
سواء لدي التي في الصباح أو تلك التي في المساء...
أنا لا أحيا إلا في عالمي وهو رأسي الذي يعلو رقبتي..
إن كنت تحبينني فاسمعي وصيتي: إنما أنا جروح عميقة كلها قديم تليد وكلها يثغب دما فدعك مني فلست لك إنما أرجو أن أكون لي...
@ وليد الأموي @
(ليلة صيف وقد استبد بي حزن)
.................................
.................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق