كسر صنم الخوف !!!!



قصيدتي
(كسرُ صنمِ الخوفِ)

صاحت تخوِّفُنِي بالسَّجْنِ قائلةً:
اسكت فكم قائلٍ للحقِّ قد حُبِسَا

فقلت: واللهِ قد أُرْهِقْتُ من صَمَمِي
وقد مللتُ قيودَ الخوفِ والـخَرَسَا

وكيفَ باللهِ أُدْعَى بينكم رجلًا
ولستُ أُسْمِعُ أعداءَ الهُدَى نَفَسَا ؟!

على أكابرِ أهلِ الكُفْرِ قد خُفِضَتْ
رياشُ رِفْقِي ووجهُ البَطْشِ قَدْ عَبَسَا

وبـالأجلَّةِ مِنْ أهلِ الصلاحِ أُرَى
بالغيظِ مُلْتَفِعًا مُسْتَأْسِدًا شَرِسَا

الموتُ يا صاحِ إنْ يسلكْ لـمُنْطَلِقٍ
بالحقِّ يسلكْ لغِرٍّ خافَ ما نَبَسَا

وإن تداركَ محكومًا بصائبةٍ
فلنْ يفوِّتَ حكّامًا ولا حَرَسَا

نمشي الـهُوَيْنَى ورُسْلُ الموتِ في خَبَبٍ
تغتالُنا نوَّمًا لم تَقْتَرِعْ جَرَسا

والسَّجْنُ خيرٌ لربِّ العزِّ في بلدٍ
الغيُّ قد قامَ فيهِ والهدى جَلَسَا

والموتُ خيرٌ لداعي الطُّهْرِ في وطني
ما دامَ حاكمُنا مستلْئِمًا نَجِسَا

لأجعلنَّ صراحَ الحقِّ أغنيتي
كي لا يكونَ بقلبِ الغِرِّ مُلْتَبِسَا

وأقذفنَّ بهِ في وجهِ مَنْ بطشوا
ولن أهابَ عيونَ الشُّرْطِ والعَسَسَا

الشاعر
وليد الأموي

الرائعة في رثاء قتلى رابعة



معارضةُ الحصريِّ القيروانيِّ
في
رثاءِ قَتْلَى رَابِعَة


القتلُ كثيرٌ ورَّدُهُ
فإلامَ عيونُكَ تجحدُهُ!

وشجبتَ حريقَ كنائِسِهم
أحريقُ المسجدِ تحمدُهُ؟!

كم هزَّ فؤادَكَ مِنْبُرُهُ
وأهاجَ حنينَكَ سجَّدُهُ!

فلمَ وافقتَ مُحَطِّمَهُ
سِيسِيَّهُمُ تَبَّتْ يدُهُ؟

وتقرُّ القتلَ وتدفعُهُ
لأخيكِ وعينُكَ تشهدُهُ

وتفوِّضُ للقتلِ غَوِيًّا
وبحمقٍ رُحْتَ تعضِّدُهُ

هل راعَ فؤادَكَ ما اقترفَتْ
كفَّاهُ وأنتَ تُؤيّدُهُ؟

أم أنّ فؤادَكَ مِنْ حَجَرٍ
قد فاقَ الصخرةَ جَلْمَدُهُ؟

وعيونُكَ يَذْرِفُ صيِّبُها
أم شَمْتُكَ فيهم يُجْمِدُهُ؟

هل زارَتْ عينُكَ رابعةً
فجزِعْتَ وعينُكَ تَرْصُدُهُ

ورأيتَ غلامًا مُحْتَرِقًا
فشرعْتَ بدمعِكِ تُبْرِدُهُ

وصغيرًا رُحْتَ تساعِفُهُ
فتضاعفَ فيه تَجَلُّدُهُ

وأبانَ العزَّةَ في أَلَقٍ
فكأنَّ ضميرَكَ يَحْسُدُهُ

ومددتَ يديكِ لتحملَهُ
فإذا السابقةُ بذا يَدُهُ

ورأيتَ غلامًا مُحْتَضِرًا
فأراعكَ منهُ تشهُدُهُ

وأصخْتَ الأُذْنَ لتسمَعُهُ
فإذا بالوحيِّ يردِّدُهُ

وصبيًا صرتَ تلاحظُهُ
ورصاصُ البطشِ يشرِّدُهُ

ورأيت شبابًا قد قُبُرِوا
والعُرْسُ تتحددَ موعدُهُ

كمْ من ذي أملٍ يُخْطِئُهُ
ويصيبُ ويصدقُ مَلْحَدُهُ

ورأيتَ بأعينِ والدةٍ
بثًّا قد ضرَّكَ أسودُهُ


ورأيتَ مُعِيلًا مُنْطَرِحًا
وعليه تعدِّدُ خُرَّدُهُ

ورأيتَ رضيعًا مصطرخًا
فوددتَ أُخَيَّ تساعدُهُ

فإذا بجنودٍ تَدْهَسُهُ
وإذا بالطَّلْقِ يُبَدِّدُهُ

ورأيتَ المصحفَ مُتَّضِعًا
ونعالُ الكفرِ تطارِدُهُ

ورأيتَ المسجدَ مُحْتَرِقًا
قد هُدَّتْ بغيًا أَعْمُدُهُ

وسمعتَ سَبابًا تُنْكِرُهُ
لإلهٍ قلبُكَ يَعْبُدُهُ

فإلامَ جفونُكَ في وَسَنٍ
وهمومُ المسلمِ تُسْهِدُهُ

وإلامَ فؤادُكَ في ضَحِكٍ
والمسلمُ طالَ تَنَهُّدُهُ

وإلامَ المصحفُ متهمٌ
والشركُ طليقٌ غُرَّدُهُ

وإلامَ الإسلامُ طريدٌ
ويدُ الباغيينَ تُهَدِّدُهُ

وإلامَ الخوفُ يُقَيِّدُنا
وحديدُ الكفرِ يُقَيُّدُهُ

وإلامَ القتلُ بموطِنِنا
والقاتلُ شعبُكَ يُخْلِدُهُ

الظلمُ ظهيرٌ مُفْتَضِحٌ
فإلامَ عيونُكَ تَجْحَدُهُ

يا ربِّ استودعْتُكَ بلدًا
دينَ الإسلامِ يُجَرَّدُهُ

هيّئْ يا ربِّ له رجلًا
بالشرعِ يقيهِ ويُنْجِدُهُ

أنتَ المدعوُّ لنجدتِنا
ويجيبُ السائلَ سيِّدُهُ

ويسلُّ لعابدِهِ سيفًا
قد كان الفاجرُ يُغْمِدُهُ

يقتصُّ لكلِّ مرمَّلَةٍ
بسكونِ الليلِ تناشدُهُ

ويبرِّدُ قلبَ مُعَذَّبةٍ
ويتيمٍ باتَ يُمَجِّدُهُ

ويسلِّي مهجةَ والهةٍ
أو أمٍّ ثكلى تَحْمَدُهُ

تتخذُ الليلةَ مركبةً
تدعو بدعاءٍ تَسْرُدُهُ

وتبثُّ الحزنَ وتبعثُهُ
ومِهادُ الأضلعِ مَرْقَدُهُ

فلتُقْرِرْ عينَ مُسَهَّدةٍ
بإجابةِ سُؤْلٍ تَنْشُدُهُ

أنْ حقِّقْ نصرَكَ مقترنًا
بقَصاصٍ حانَ تصيُّدُهُ

واقشعْ عن أمتِنَا ليلًا
قد طال فقيل: متى غدُهُ؟

الشاعر
وليدٌ الأمويُّ
فجر 15  / 12 / 2013

قصيدة (أغنية العبادة)



قصيدة
(أغنية العبادة)

لـمّا رأيتُ جمالَ وجهِكِ في الدُّجَى
 سفَّهتُ من عبدَ الكواكبَ والقمرْ!

 وشَرَعْتُ أَعْجَبُ من مُحَيَّاكِ الذي
هو من سنا القَمَرينِ أهدى للبشرْ!

 ورأيتُ جِيدَكِ والـحليُّ يَلُفُّهُ
ورأيتَ جِسْمَك ِمثلَ جَمْرٍ يَسْتَعِرْ!

 فطفقتُ أكفرُ بالـمجوسِ ودينِهِمْ
 إذْ أنتِ فوقَ النارِ عندَ الـمُعْتَبِرْ!

 عيناكِ حقلٌ من كُرُومٍ ثَرَّةٍ
 ورُضَابُ ثَغْرِكِ فوقَ شهدٍ مُعْتَصَرْ

نهداكِ قد نَفَرا فشاقا مُمْسِكًا
 كغزالتينِ أمامَ جيشٍ مِنْ تَـَترْ!!!

 يا مِِحْنَتـي لـمّا ارتويتُ بَخَمْرِهِ
 وتـهافتـي في قعرِ عشقٍ مُنْهَمِرْ

 أنتِ النساءُ جميعُهنَّ فلنْ نَرَى
 حسنًا جديدًا في الجميلاتِ الأُخَرْ!!

 حَمَّلتِنِي وِزْرًا بغيرِ جنايةٍ
وهَجَرْتِنِي من غيرِ إرسالِ النُّذُرْ!

 وسئِمْتُ من بذلِ التأسفِ سافحًا
 عزِّي على أقدامِ مَنْ لا تَزْدَجِرْ

حتَّى عَجِبْتُ لعابدِي الأحجارِ إذْ
 لـم يعبدوكِ وأنتِ أَقْسَى مِنْ حَجَرْ!

من فيض الشاعر
وليد الأموي